الكرة نطقت
خالد الطلحة

خالد الطلحة

أنا التي يعشقني الفقراء والأغنياء، الصغار والكبار ، وأحدثت جدلاً واسعاً ، وجمعت من فرقتهم السياسة ، وأسعدت الكثير ، وبكى من أجلي الحزين ،

أنا التي أنشأني الصينيون وطورني الإنجليز وقدسني أهلُ السامبا ، ودافع عني الطليان ، وعلمني الصبر الألمان ، والإسبان جعلوني كالحلوى.

ركلني بيليه فنصبته ملكاً ، وراوغ بي مارادونا فألهمني ، أمازيدان فبيني وبينه قصة عشق تفوح منها رائحة عطر فرنسي لا أود مفارقته ، سحرني رونالدو فكافأته هدافاً في كؤوس العالم ، وبكيتُ من أجلِ باجيو الذي لم أعطه حقه ، ظلمت كرويف رغم موهبته ، تراقصتُ مع غارينشيا كفتاة داعبت محبوبها ، وادهشتني مقدرة دي ستيفانو، وحماني ياشين بقبضتيه ، وتناغمتُ مع باكنباور العصامي ، جعلني تشارلتون صاروخاً يقتل ، وأتعب بي روبيرتو كارلوس خبراء الفيزياء ، وعلمني راؤول الحب ، وميسي الخضوع ، وكرستيانو الإرادة ، ودعت فان باستن باكراً ، تذوقت الوفاء من زانيتي ومالديني وروجيه ميلا وريفالدو.

ولم أنسى أحجاري العربية الكريمة :

 جعلني جاسم مرعبة لخصومه ،  ويوسف علمني الفلسفة ، وماجد غازلني برأسه ، وسامي أسكنني قلبه ، وفؤاد جعلني أبصر ، وحدثني طارق بهمسة ، ومادجير بلمسة ،

أنا التي جعلتُ العالم يتحدث لغتي ، ويعشق دهاليزي ، ويتشوق لأسراري ، ولا يأمن غدري ، ليس لي منطق ولا ثوابت ، ولكني موطن المتعة ، ومصدر البهجة ، وفخراً للشعوب وللأندية ، رُغم حجمي الصغير لكن تأثيري كبير ،

نعم أنا كرة القدم التي أوجدت الفرح تارة ، والحزن تارة أخرى ، بحري عميق ، وسمائي رهيب ، وفضائي مثير .

تلك قصتي المجنونة التي لم تنتهي بعد.

للتواصل عبر تويتر

@KhalidAl_Talha

.

19