مورينيو “افعلها ولن تندم”
خالد الطلحة

خالد الطلحة

لا يخفى على متابعي كرة القدم الأوروبية واقع الأزمة التي يعاني منها ريال مدريد هذا الموسم ، و التي جعلته يقبع بالمركز الثالث خلف غريمه برشلونه ب16 نقطه و جاره اتلتيكو مدريد ب7 نقاط ، كذلك لايخفى على المراقبين أن أحد أهم أسباب هذه الأزمة هو التنافر بين بعض لاعبي ومدرب الفريق.

قبل قدوم جوزيه مورينيو لريال مدريد ، كان أغلب ما يحدث داخل غرف ملابس الفريق سواءً كان ايجابياً ام سلبياً مغذي للصحف بإسبانيا ، و منذ قدوم مورينيو لقيادة الفريق الملكي صيف عام 2010 ، أتُبعت سياسة التعتيم الإعلامي الصارمة لما يحدث داخل غرف ملابس الفريق ، حيث يعتبر هذا الأمر جديداً و مزعجاً تجاه الصحف المقربة من النادي العملاق مثل الماركا و بدرجة أقل صحيفة الآس ، ورغم ذلك التعتيم ، لا يخفى على المتابع العادي أن هناك خلافات بين قائد الفريق كاسياس و مدربه مورينيو جعلت المدرب يستغل انخفاض مستوى كاسياس الملحوظ بإجلاسه احتياطيا لصالح آدان بالمباراة الأخيرة التي خسرها امام ملقا ، تلك الخسارة التي صبت الزيت على نار مورينيو و كاسياس والتي قسّمت عشاق الريال بين مؤيد للمدرب الإستثنائي و مناصر لقائد الريال و منتخب اللاروخا.

فلو نظرنا الى الأحداث منذ الموسم الماضي ، نجد أن طريقة تعاطي كاسياس مع الإعلام ، و مع زملائه لاعبي برشلونه بالمنتخب لا تروق لجوزيه مورينيو و كثير من المدريديين ، ليست فقط علاقته بزملائه الإسبان بل تعدى ذلك الى الحرص على احتضان ميسي ومداعبته بعد كل كلاسيكو مهما كانت النتيجة ! حيث لم يُعرف عن من حمل شارة قيادة الريال من قبل إلا المعاملة بالمثل تجاه تعصب لاعبي برشلونه مثل الخلوق راؤول و المدريدي المتعصب هييرو احتراماً لمشاعر أنصار ريال مدريد ، بالإضافة لذلك ، أشعل كاسياس فتيل الإعلام هذا الموسم بالتلميح للكاميرات بفتور العلاقة بينه وبين ملهم الفريق وهدافه الحالي كريستيانو رونالد وذلك بعدم الإحتفال بأهداف كريستيانو للفريق كهدفه القاتل على مانشستر سيتي و هدفه بالديربي على الأتلتيكو ، ايضا لاننسى بأن كاسياس لم يكن مجبوراً على أن يصرح للإعلام بأن صوته لجائزة أفضل مدرب ستذهب لديل بوسكي وأفضل لاعب ستذهب لأحد زملائه بالمنتخب الإسباني .

جميع ما سبق قد لا يكون السبب الذي جعل مورينيو يركنه بجانبه بمباراة ملقا ، حيث أجمعت أغلب “المصادر” بأن مورينيو اكتشف بأن قائد الفريق المعني بمساعدته بالعمل على حفظ أسرار الفريق و تعزيز وحدته دون النظر لجنسية اللاعب إتضح بأن هذا الُمعين هو من يسرب بعض الأخبار والخلافات للصحف إما من خلال خطيبته المذيعة التي كثيراً ما تنتقد الثنائي البرتغالي مورينيو و كريستيانو ، أو من خلال علاقاته المتعددة بالإعلاميين ، حتى وإن جانبت الصواب تلك المصادر بأن كاسياس يسرب أخبار الفريق ، فإن ماسبق ذكره من تصرفات لكاسياس كفيل بزعزعة اي فريق بالعالم حتى وإن كان ذلك الفريق حامل اللقب بأعلى معدل نقاط وأهداف بتاريخ الليغا.

ما يحدث حاليا للملكي يعيدنا بالذاكرة لسنوات عشوائية عاشها الفريق تحت قيادة مدربين لم يتمتعوا بالقدر الكافي من المسؤولية و الحنكة و قوة الشخصية لحل المشاكل التي عصفت بالفريق مثل كماتشو و لوكسومبورغو و لوبيز كارو ، حيث يواجه رئيسه الحالي فلورونتينو بيريز أحد أمرين ، الأمر الأول هو إما أن يقيل مورينيو و يرضخ لضغوطات الإعلام بإسبانيا ، سواءً الإعلام المدريدي الهادف لإزاحة من جعل الحصول على أخبار الثكن العسكرية أسهل من الحصول على أخبار الفريق ، أو الإعلام الكتلوني الهادف لزعزعة الفريق أكثر و أكثر بالتخلص من السبيشل ون ، الأمر الآخر هو تجديد الثقة بمورينيو والإستفاده من أخطاء الماضي حيث أن تغيير المدربين لا يجني إلا مزيداً من اللااستقرار.

من وجهة نظري ، مورينيو قادر على انتشال الفريق من غرقه الحالي ، وقادر على خلق جو صحي بغرف ملابس الفريق متى ما نال مزيداً من ثقة بيريز.

عندما استأصل مورينيو الورم السرطاني بالنادي المتمثل بوجود خورخي فالدانو على هرم الفريق صيف2011 ، لم يتوقع مورينيو أن تصاب فرقته بورم سرطاني آخر أكبر من السابق.
إفعلها يا مورينيو من أجل الملكي ونادي القرن حتى وإن عانى الفريق من عملية الإستئصال في البداية ، ولنتذكر بأن أول سنتين لكاسياس لم يكن إلا نقطة ضعف لريال مدريد.

للتواصل عبر التويتر
@KhalidAl_Talha

18