
لو أعلم أن الحالة المأساوية التي وصل إليها نادي الوحدة في الوقت الحالي كانت بسبب دعوة نادي مظلوم رفع رئيسه شكواه إلى الله من موقف وحداوي ظالم، أوحدث مؤسف تسبب في مآسي رياضية، أو من خلال تجاوزه بأخذ حقوق الآخرين عنوة لقُلت من الممكن هذا السبب الحقيقي لحال الوحدة المُحزن، ولكن لمعرفتي بأن هذا النادي ملتزم بحدوده، وليس له الحظوة الكبيرة من بعض الأخطاء التحكيمية، كما أنه ليس من الأندية الذي له نفوذ إعلامي واسع، بل أن لاعبيه المتميزين في فترة زمنية توزعوا على مختلف أندية المملكة.
وبالأمس احتفلت بعض الجماهير الوحداوية في مقر النادي بالإدارة الوحداوية المكلفة وكأن الفريق الأول لكرة القدم حصل على كأس بطولة غالية يشبه (كأس 86 ه) وهي محقة في فرحها بعد حرمانها من ناديها لسنوات، وهذا الاحتفال بطبيعة الحال بعد رحيل الإدارة السابقة بقرار من سمو وزير الرياضة لإدارة تعد من أغرب وأعجب الإدارات التي مرت على تاريخ نادي الوحدة ولا يزال الشارع الرياضي من محبي النادي وغيرهم متلهف لمعرفة الكثير من الإجابات الحائرة الغائبة عن أذهانهم فقد طغت الظنون كثيراً على أغلب النوايا الحسنة..!
والسؤال الذي يتردد بين الجماهير الوحداوية لماذا هذه الأحداث المؤسفة تتكرر في كل حين في البيت الوحداوي؟ ولماذا الصراعات وتصفية الحسابات تتوالى بين الوحداويين أنفسهم!؟ وقد يكون من الممكن قوله هو غياب الرمز الوحداوي المؤثر إحدى أهم الأسباب وليس كلها..!! وإن كان المأمول الآن وبكل حب وإصرار نسيان الماضي تماماً لكل من يهوى الكيان الوحداوي ويعشقه فالمهمة صعبة جداً، ولكن أيضاً ليست بالمستحيلة أبداً حتّى وإن كان الموجود حالياً اسم نادي خاوٕ من أي مكتسبات تُذكر حتّى خيوط شباكه لم تسلم من الإهمال..!
والسؤال الآخر والأهم متى يُنظر إلى هذا النادي العريق بعين الاعتبار لكل من يهمه الشأن الرياضي الوحداوي المجيد وخاصة وبعد أن أنجاه الله من أحداث كارثية تاريخية بقرار صائب أُصدر في الوقت المناسب…فقد كاد هذا النادي أن يُمحى تماماً ليس من الذاكرة الرياضية المكية فحسب، بل من الذاكرة الرياضية السعودية كافة ولكن الله سلم، فالنادي هذا وللتاريخ هو الذي أشار إلى كرة القدم أن تتقن فنونها على ثرى ملاعبه وبواسطة أمهر لاعبي الوطن، فنادي الوحدة هو ملتقى التاريخ الرياضي في المملكة العربية السعودية.
تعاطف معظم الرياضيين، وتسابقوا في مناشدة المسؤول الرياضي الأول؛ للنظر في حال نادي الوحدة البائس، النادي المغلوب على أمره وما آلت إليه نتائج الفريق الأول لكرة القدم في دوري(يلو) هذا غير فرق النادي الأخرى فهي مابين إلغاء اللعبة، ومابين تذيل الترتيب…فهذا الإعلامي الأهلاوي كتب بصدق عن الوضع المأساوي المشاهد، وذلك الإعلامي الاتحادي استخدم كل كلماته المؤثرة للمساهمة في إنقاذ النادي، والهلالي كذلك، وغيرهم فهذا بلا أدنى شك يدل على مكانة نادي الوحدة في قلوب كل الرياضيين السعوديين وكأنه الفريق الوحيد المُتفق على حبه.
يا سمو الأمير إن الأمل يمضي في قلوب جميع الوحداويين وفي كل وقت، بل يمضي الطموح الكبير بعيداً بأحلامهم الحمراء المرجوة، فلايزال طيف الماضي العظيم يُشعِل كل تفيكرهم، ويعانق صميم أفكارهم فهم يأملون الأجمل، ويطلبون المُمكن، ولولا الخجل لبكي الكثير منهم على حال فريقهم المنهار، فقد وصل إلى سوء لم يتحدث عنه من قبل في وسائل الإعلام، ولم تُشاهده الأعين المتابِعة، والآن هم أبناء اليوم وأمام وزير رياضة مثقف ومنصف يُدرك تمام الإدراك أعماق تاريخ ناديهم العريق، ويتفهم مطالبهم المأمولة، ورجاءتهم المرتقبة، فهل يحظي نادي الوحدة المكي بدعم لائق بمكانه ومكانته وتاريخه المديد؛ ليأذن لفجره الجديد بالظهور ياسمو الأمير.
















