الأمراض الاجتماعية !

تُعتبر الأمراض الاجتماعية من المشاكل الخطيرة التي تهزُّ كيان الأفراد و الأسَر و المجتمعات , وقد يكُون سبَبُها : عوامل نفسية أو عضْوية أو عاطِفيّة أو اجتماعية او اقتصادية أو علْميّة أو عمليّة و غيرها, لاسيَّما أن الأمراض النفسية هي الأخطر والدّاء والبلاء؛ إذا تأجَّجَت في النفوس, وهي الشفاء بإذن الله تعالى و الدواء ؛ إذا بادَر الإنسان الفطِن ذو البَصَر والبَصيرة إلى معرفة أسبابها وعلاجها. و قد اهتم بهذه الآفات التربويون اهتماما كثيرا دراسة و تحليلا , ونُصْحا للمجتمع توجيها وتنظيرا , قبْل أن تضطرِم الضغوط و الاضطرابات النفسية المكبوتة فيَنْجُم عنها القلَق و الإحباط و التوَتر , فتتفجّر؛ فيكون السلوك العدواني ؛إذا كان الإنسان ضعيف الإيمان وبعيدا عن الوالدين والناصح الأريب , فينحرِف إلى مرافقة رفقَاء السوء الذين يجرِفونه إلى الأمراض الاجتماعية كالسرِقة و التسوّل و الانحراف و الجرائم و العدْوان ,والمخدرات , فيَقبَع خلْف قضبان السجون لا قدَّر الله ! لذلك ينبغي تكاتف الجهود وتآلُف القلوب, ما بيْن رجالات التربية و ذوِي الاختصاص و أهْل الفِكْر والحَلّ والرّبط , ووسائل الإعلام بنشْر برامج تربوية توعوية عنِ الأمراض النفسية و الاجتماعية لفئات المجتمع كالداعية و الوالدين و المعلّم و الطبيب و الأفراد و غيرِهم من فئات المجتمع تُبيّن مخاطر تلك الأمراض, و المبادرة إلى إيجاد الحلول المناسبة لها, كي نحفظ الشباب و المجتمع من تلْكمُ الأمراض, قَبْل أن تزيد و يتَفاقم الداء, ويستعصي الدواء! فتَنْشُر العواقب الوخيمة مابيْن الأسَر والمجتمَعات . فتنشَأ العداوة بيْن الأفراد, ويضِيع آخرون؛ فتتَهدّم الأسَر, وتتفكَّك المجتمعات. فالكلّ مسؤول, ولَو بالكلمة الطيبة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:( أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ) متفق عليه.

9