أندية بين المسؤولية وصيت المدينة

في الماضي القريب كان للأندية في المدن الصغيرة والقرى أهداف تخدم المجتمع ورسالة يشارك النادي من خلالها الأهالي جميع المناسبات ويتفاعل مع القطاعات العامة والخاصة.. فالنادي يمثل البيت الثاني للأهالي وخيارهم الأول خصوصا الشباب ويعكس بالمخرجات التي يتفاعل معها ثقافة وحضارة المدينة وتطورها وبالنتائج التي يحققها مستوى المواهب في المنطقة ومدى الطموح في منافسات عادتا ما تكون محصورة داخل نطاق المنطقة التابعة له وتحت إشراف الاتحادات الرياضية الفرعية.
إلي أن جاء زمن تغير فيها الكثير من المفاهيم وأصبح التفكير في وصول النادي لمستويات أكبر وأن شهرة المدينة وسمعتها من خلال ناديها تطغى على رسالته الرياضية والثقافية والاجتماعية.. فكان الاتجاه إلى الاستفادة من رجيع الأندية الكبيرة واستقطاب أي مواهب ومن أي منطقة وبشكل عشوائي.. وحتى لا يأخذ البعض الموضوع بحساسية أو يفسر بحسب وجه نظر خاصة نؤكد أن الطموح والمنافسة حق مشروع واستقطاب المواهب أمر متاح.. ولكن هنا نتناول دور ورسالة النادي ومساهمته داخل منطقته.
بالتأكيد كل الأفكار مشروعة والحقوق دائما محفوظة ونتمنى أن ينافس النادي بأبنائه.. ولكن عندما تتغير المفاهيم على حساب بعض القيم فإن الأدوار الإيجابية والتي تخدم أبناء المدينة الصغيرة سوف تختلط بالأفكار الحديثة وتؤثر على رسالة النادي وأهدافه.. لذلك كان بروز النادي وصيت المدينة على حساب الكثير من المبادئ الجميلة خصوصا ونحن نشاهد منافسات في بنية تحتية غير حضارية أو متكاملة ولا تعكس مستوى رياضتنا وملاعب بلا مدرجات كافية أو خدمات مناسبة ومدن بلا فنادق أو خدمات.
باختصار.. بروز الأندية الصغيرة ووصولها لدوري المحترفين يعطى زخم وحراك لمنطقتهم.. إلا أن هناك خصوصية لكل مدينة وحقوق لشبابها والحديث هنا عن الرسالة الجميلة والدور المفترض والمكانة الرائدة والأهداف المرسومة للنادي الرياضي داخل المجتمع الصغير.. لذلك لا بد أن يكون هناك توازن بين الطموح والرسالة.
طارق الفريح
تويتر TariqAlFraih@

9