“اللتّ والعجْن في البرامج الرياضية”

البرامج الرياضية التي تشاهد وتذاع على الهواء مباشرة يقوم من خلالها المذيعين بتقديم البرامج وعمل المقابلات والحوارات سواء كانت تليفزيونية أم إذاعية, ويجب أن يكونوا ذو ثقافة عالية ومطلعين على جميع محاور الرياضة , وملمين جيداً بآخر المستجدات, والقدرة على إدارة دفة الحوار وإثراءه بصدق المعلومة واحترام آراء الضيوف والمتصلين. والمذيع يظل عنصرا من عناصر النجاح الجماهيري للبرنامج ..
وبعض نجوم الكرة السابقين تم اختيارهم للتحليل الفني للمباريات لبعض القنوات الرياضية لضمان نجاحها وإقبال الجماهير عليها نتيجة لشهرتهم الواسعة وتهافت الجماهير على رؤيتهم عبر الشاشات, وقد نجح العديد منهم مثل: نواف التمياط , حمزه ادريس , الشنيف, عبدالجواد, محيسن الجمعان , يوسف خميس, عبد الله غراب, سامي الجابر, حسن خليفه , محفوظ حافظ, مسعد,عمر باخشوين, خميس الزهراني, وغيرهم من اللاعبين السابقين ..
حقيقة التخصص يعد أمراً ضرورياً لمن أراد أن يكون مذيعاً ومقدماً في البرامج الحوارية, وللأسف ما نراه عبر أجهزة التلفاز وما نسمعه عبر أجهزة المذياع أمر يدعوا للسخرية لكل المتابعين, والسبب في كتابة مقالتي هو ملاحظة وجود قنوات رياضية محلية وخليجية وتضاف إليها البرامج الرياضية الإذاعية ” يغلب عليها “اللتّ والعجْن” , والميول لفرق معينة من قبل المذيعين !!

ثقافة الّلت والعجْن أصبحت سائدة في حياتنا على كافّة المستويات، ولعل قضايا الرياضة تطغى عليها نفس الصبغة , وكل من يتابع هذه البرامج الرياضية لا يخرج برؤية واضحة، ونجد أن ما يعرض ويسمع هو عبارة عن ثرثرة وكلام غير مفهوم أو مفيد .. ارحموا آذان المشاهدين والمستمعين من الهذيان وهذرة الكلام , والصراخ الممتد للعراك أحيانا !!
فالجمهور الرياضي بكل طبقاته لديهم قدرة على الحكم على نجاح البرامج الرياضية, وعلى كل ما يعرض ويُسمع, وهم المعيار الحقيقي لنجاحهم .. يستطيع المذيع وضيوف البرامج الرياضية من إعلاميين وغيرهم بكل بساطة أن يحصلوا على فرصة الظهور بالمحسوبية, ولكنهم لن يستطيع الحصول على قلوب المشاهدين والمستمعين !فهم الأساس في التقييم , والواسطة في التعيين قطعاً لن تجلب للمذيعين وضيوف البرامج الرياضية القبول عند الجمهور..
افتقدنا لمذيعين اثروا الساحة الرياضية السعودية بثقافتهم العالية والكاريزما الخاصة في لباقة الكلام مثل علي داود , عادل عصام الدين, سليمان المطيويع, وهم فعلاً أعطوا للرياضة السعودية الشيء الكثير..

ويجب على المذيع أو مقدم البرامج الرياضية أن يتحلى بالشفافية والمصداقية في التعامل, والمذيع الناجح لابد أن ذكياً ولماحاً لمواجه المواقف المحرجة مع الضيوف ومع المتصلين .. للأسف ما نشاهده ونسمعه في الآونة الأخيرة فيه تشويه لسمعة الرياضية السعودية ..
لاحظنا أنه يوجد أنه يوجد العديد من مقدمي البرامج الرياضية والإعلاميين المحسوبين على الرياضة لا يمتون للرياضة بصله, بسبب تعصبهم الواضح للعيان لفرقهم وكأنهم في حراج السيارات , ولعل كل متابع يلاحظ ذلك !! البرامج الحوارية لها كاريزما خاصة تعتمد على سرعة البديهة وعدم التعصب, واحترام رأي الآخرين .. فالحوار له فن في التعامل ..
أخيرا كفاية استخفاف بعقول المستمعين والمشاهدين, وأعطوا الفرصة لآخرين يحترمون المشاهدين والمستمعين, ولا تجعلوا الميول لأندية معينة يبعدكم عن الهدف الأسمى من الرياضة, ويجب أن تكونوا قدوة للشباب والناشئين فيقتدون بما تقدموه من سمو الأخلاق الرياضية, تكون في محتوى الطرح والنقد البناء الهادف .. لكي تكون رياضتنا نبراس وعنوان لمسيرتنا الرياضية ولتعود كرتنا السعودية لتوهجا السابق .

 

9