الدوري الأسوأ تحكيمياً

????????????????????????????????????

إثنا عشرة جولة انقضت من عمر دوري جميل للمحترفين كان العنوان الأبرز في أغلب تلك الجولات الأخطاء التحكيمية المؤثرة، ورغم أن تلك الأخطاء البشرية جزء من اللعبة كما تعارف عليه الجميع في منافسات كرة القدم، إلا أن تلك الأخطاء المؤثرة أصبحت تتفوق على عدد الأهداف في المباراة الواحدة وربما يتجاوز مجموعها نقاط الفريق الواحد في ما انقضى من جولات الدوري.
هذه المعضلة أتت في وقت تكاتفت فيه الجهود من المسؤولين في الاتحاد السعودي لكرة القدم لمواجهة هذه المعضلة والقضاء عليها ومحاولة الوقوف على الأسباب المؤدية لحدوث تلك الأخطاء، فحضر الخبير التحكيمي هاورد ويب مديراً لدائرة التحكيم وحاول واجتهد إلا أن تلك الجهود تبعثرت مع الرياح وكأن شيئاً لم يكن، فمن يشاهد إحدى مباريات دوري جميل يتفاجأ بكمية الأخطاء التحكيمية المؤثرة التي تساهم في تغيير نتائج المباريات وبالتالي تلعب تلك الأخطاء دوراً كبيراً في حصر المنافسة بين أندية معينة وإبعاد أندية أخرى، ناهيكم عن النتائج الأخرى التي تتسبب فيها من تهديد بالهبوط للأندية التي تنعم بالدفء في منتصف سلم ترتيب الدوري وإبعاد الأندية الأخرى التي تحاول جاهدةً الحصول على أحد المقاعد المؤهلة لخوض منافسات البطولة الآسيوية أو على أقل تقدير المشاركة في البطولات الأخرى.
لا أعلم حقيقةً لماذا لا يتطور الحكم السعودي ويتغير أدائه إلى الأفضل رغم الجهود المبذولة والحصانة التي يتمتع بها والمعاملة التي يحظى بها من قبل المسؤولين في الاتحاد السعودي، وأتفهم تماماً أن تحكيم لعبة مثل كرة القدم تتحرك فيها الكرة واللاعبون في أجزاء من الثانية أمر بالغ التعقيد، مما يؤدي إلى صعوبة الحكم على الكثير من كل تلك الحالات الجدلية، إلا أن ذلك لا يعد عذراً وشماعةً نعلق عليها كل تلك الكوارث التحكيمية.
فكما تطورت كرة القدم وأداء اللاعبين تطور التحكيم معها وأصبحت هناك العديد من التدابير التي يتخذها الحكام واللجان العاملة في هذا المجال للوقوف على كل تلك الحالات واتخاذ القرارات المناسبة حيالها، فكما استحدثت بعض الدوريات في العالم وجود الحكم الخامس لمساعدة الحكام في الحكم على الحالات التي تحدث في منطقة الجزاء كالاشتراكات بين اللاعبين أو الاشتراك بين المهاجم والحارس و الحكم على الحالات التي تكون فيها الكرة على خط المرمى ونظرية محيط الكرة الذي من خلاله يمكن الحكم على تجاوز الكرة لخط المرمى من عدمه.
الأمر بالنسبة لي لا يخرج عن كونه ناتج عن تأثير سلبي يخضع له الحكم نتيجة المنافسة القوية في الدوري والمسابقات المحلية الأخرى مما يجعله غير قادر على مواكبة الأحداث وتوظيف ما تعلمه واستفاده في تلك المباريات، أو أنه غير قادر على الخروج من عباءة الميول وهو ما أستبعده لأن الحكام لدينا يخطئون في أغلب المباريات وليس في المباريات التي تكون أنديتهم المفضلة طرفاً فيها فقط.

12