مشكلة الحكم المحلي تتلخص في الجملة التالية “الخوف من إتخاذ قرار خاطىء يتضح فيما بعد أن هذا القرار يضر بنادي الهلال أو يصب في مصلحة نادي النصر ” .. هذه هي المشكلة التي تؤرق حكمنا السعودي ولذلك نجد دائما أن معظم القرارات الخاطئة للحكام تصب في مصلحة الهلال أو تضر بمصلحة النصر .
هذا التفسير هو الأنسب والألطف لمشكلة الحكام المستعصية لأننا لو ذهبنا لتفسيرات أخرى قد ندخل في إتهامات بالفساد ودخول في الذمم ولذلك دعونا نكتفي فقط بمسألة الخوف هذه .
مباراة الشباب والهلال الأخيرة في كاس ولي العهد والتي أدارها المرداسي .. وبالرغم من إحساسنا بأن لاعبو الشباب لم يكن لديهم رغبة حقيقية في الفوز إلا أن الظروف أتاحت لهم ضربتي جزاء مستحقتين تجاهلهما المرداسي ” أفضل حكم سعودي ” بسبب هذا الخوف الذي تطرقنا له سابقا .
ولو عدنا بالذاكرة لموسمين سابقين وتحديدا في مباراة السوبر بين النصر والشباب سنجد أن هذا المرداسي لم يجرؤ عل إحتساب أكثر من ضربتي جزاء لصالح النصر في تلك المباراة .. وهكذا نرى أن الهلال مع المرداسي استفاد أمام الشباب بينما تضرر النصر معه أمام نفس الفريق وهذا ما يثبت لكم الخوف الذي أشرت إليه سابقا .
وهناك الكثير من الأمثلة ولكن سأكتفي فقط بمثال آخر للحكم تركي الخضير ” ثان أفضل حكم سعودي ” ففي موسم 2014 حيث أدار للهلال مباراة ضد الإتفاق أستدعى فيها لاعبي الهلال لتنفيذ ركلة جزاء لم تكن أبدا في حسبانهم .. وبعدها بأيام يحرم النصر من ركلتي جزاء صريحتين أمام العروبة ثم تحجج بعدها بضعف الإضاءة .
إذا كان هذا هو حال التحكيم لدينا .. أفضل حكمين لدينا يرتعدان خوفا إذا ما تضرر الهلال بينما لا تهتز لهم شعرة إذا ما تضرر النصر أو أي فريق آخر .. فلا تنتظروا خيرا من الحكم المحلي .. إلا من جيل جديد من الحكام تزرع فيه ثقافة جديدة بعيدة عن الخوف من نفوذ نادي معين وكراهية نادي آخر إرضاءا لهذا النفوذ .
الرمية الأخيرة :-
بالعودة لإحصائية بسيطة للمواسم الخمس الأخيرة من دوري المحترفين سنجد أن الحكم الأجنبي أدار للهلال 31 مباراة جمع فيها الهلال 42 نقطة فقط من إجمالي 93 نقطة أي 45% فقط من مجمل نقاط ال 31 مباراة .
بينما أدار له الحكم المحلي 99 مباراة جمع فيها 246 نقطة من إجمالي 297 نقطة أي 83% من مجمل نقاط ال99 مباراة .
يعني بإختصار الحكم الأجنبي هو السبب الحقيقي في عدم تحقيق الهلال للدوري في الخمس مواسم الأخيرة .. والله يحفظ لهم الحكم المحلي وبطولة كأس ولي العهد .