نحتاج جرعة الفرحة من جديد

طارق السعيدنعم .. “نحتاج لجرعة الفرحة من جديد” ..

شكراً من الأعماق لمنتخبنا السعودي

شكراً للاعبينا على جهدهم الخارق ..

شكراً لجمهورنا الوفي ..

شكراً لعودة الروح للمنتخب ..

شكراً لمن عمل خلف كواليس النجاح ..

شكراً للقائمين على إدارة دفة أمور منتخبنا ..

نعم نحتاج للبهجة والفرحة والتفاخر بمنتخبنا السعودي وبنجومه الحاليين, عوضاً عن تذكر أطلال الماضي البعيد !!

مرت علينا سنين عجاف قد نعرف أو لا نعرف ما هو السبب الحقيقي في تدهور وتدني علو كعب الكرة السعودية , بعد أن كانت كرتنا عَلماً من أعلام قارة آسيا , وكانت جميع المنتخبات تضرب لنا ألف حساب عند مواجهتنا .

وبنظرة سريعة على تاريخنا السابق في المحافل العالمية وتحديداً في كأس العالم للكبار, نجد أن منتخبنا السعودي شارك أربع مرات ابتداءً من مونديال كأس العالم 94، مروراً بنسختي 98 و2002، وانتهاءً بمونديال ألمانيا في 2006، وأصبح منتخبنا يمثل هاجساً لكل منتخب يلعب أمامه, وللأسف تدهور حالنا وحال الكرة العربية بصفة عامة , ونتيجة لذلك انضم المنتخب السعودي لباقي المنتخبات الآسيوية العربية وقبعنا في غياهب النسيان على الخارطة الدولية.

وبنظرة واقعية نجد أن باقي منتخبات شرق ووسط وغرب آسيا بات لديهم بُعد نظر في التخطيط السليم لإعداد منتخباتهم, وصرف ميزانية وفْق أُسس علمية وخطط محكمة يتم من خلالها صرفها في الأشياء المخطط لها, لا ننكر ونجحد ما تم صرفه على الكرة السعودية, ولكن هناك أسباب كثيرة تمحورت حول عدة نقاط منها الآتي :
فترة الإعداد الأولية للمنتخب لم تكن بالصورة المطلوبة والمرضية, وتعتبر ضعيفة مقارنة بباقي المنتخبات، إضافة لعدم الثبات على الأجهزة الفنية وكثرة تغيير المدربين، فضلاً عن غياب عنصر الاستقرار على التشكيلة, ونتذكر في فترة تدريب المدرب الهولندي ريكاردو تم استدعاء حوالي 80 لاعب .. ولا شك أن الخطط الإستراتيجية لتطوير كرتنا السعودية يجب أن تكون مدروسة على مستوى عالي, خاصة في الفئات السنية والذين يعدون القاعدة الأساسية في بناء المنتخبات الكروية .

وفي الجانب الآخر نجد أن المنتخب الأسترالي ليس بالمنتخب السهل, فهو منتخب عالمي قادم من اتحاد منطقة المحيطات لكرة القدم التي تضم 12 فريقا ( أستراليا ونيوزيلندا وجزر سليمان وتاهيتي وتونغا وفانواتا وساموا وكاليدونيا وغينيا الجديدة وفيجي وجزر كوك وساموا الأمريكية) . والمتأهل منهم يسمى بطل “أوقيانوسيا” , وبعد انضمامه لآسيا أصبح شبحاً مخيفاً للمنتخبات مع كوريا الجنوبية واليابان , ولاسيما أن لديه تاريخ رياضي قديم بتأهله 4 مرات لكأس العالم وكانت عام 1974، 2006، 2010 و 2014.

لذا علينا العمل الجاد من الآن على تلافي السلبيات والنظر للإيجابيات لنعود مضرب الأمثال واستعادة مكانة الكرة السعودية.

دعونا نفرح ونجدد ثقتنا في لاعبينا “الصغار في أعمارهم الكبار في مستوياتهم” , ومباراتنا الماضية أمام أستراليا كان المستوى مرضياً لكل من شاهد النجوم, ومع عودة روح اللاعبين المفقودة منذ زمن بعيد كانت لها الأثر الإيجابي في الخروج بنتيجة عادلة رغم قوة المنتخب الأسترالي , ولو تم التركيز على المباراة واستغلال الفرص المهدرة لانتصرنا وبجهد بسيط ..

كلمة شكر خاصة للجمهور السعودي الكبير, حيث كان حضورهم وتشجيعهم القوي هو السبب بعد الله في توهج اللاعبين وإضفاء الروح لمنتخبنا, ونتمنى الحضور والتفاعل يكون أقوى في مباراتنا القادمة أمام شقيقنا المنتخب الإماراتي ..

16