الانسحاب طيب يا حسين !!

طارق السعيدلا نختلف عن مستوى اللاعب حسين عبد الغني والذي يعتبر حاليا من أقدم اللاعبين في الملاعب السعودية لكرة القدم وهو على مشارف الأربعين , حيث بدأ لعب الكرة منذ نعومة الأظافر وتدرج في الفئات السنية ومثل جميع المنتخبات الناشئين والشباب والأول , وانتقل من النادي الاهلي إلى فريق نيوشاتل السويسري في يوليو 2008, ومن ثم رجع إلى الوطن مرتديا شعار العالمي نادي النصر السعودي ، ولديه العديد من المشاركات حيث شارك في ثلاث بطولات لكأس العالم , وحقق لقب أفضل لاعب سعودي في كأس العالم عامي 1998 و 2006 وقاد منتخب بلاده في عام 2006 وهو أول لاعب سعودي يشارك مع منتخب نجوم العالم لمرتين متتالين الأولى عام 1998 والثانية عام 2000 .

هذا التاريخ الحافل بالإنجازات لحسين كافيا لأن يكون لاعباً كبيراً في عقله قبل عمره وأن يكون قدوة لجميع اللاعبين, وخصوصاً من هم أقل منه سناً .. لكن وللأسف أبو عمر لديه تاريخ حافل أيضا بالمشاكل والمشاكسة والغلظة لن ينتهي أبدا ,وبات طبعه لا يحتمل حتى من أقرب الناس والمعجبين به , لأن الطبع غلاب !!

مر على تاريخ النصر لاعبين كبار حملوا على عاتقهم قيادة الفريق النصراوي لمنصات التتويج وتشريف الوطن في المحافل الدولية بكل شموخ, وهم على سبيل المثال لا الحصر : خالد التركي, محمد سعد العبدلي , توفيق المقرن , ناصر الجوهر, عيد الصغير, ماجد عبد الله , يوسف خميس, وسالم مروان, ومحيسن الجمعان , صالح المطلق وغيرهم من النجوم الكبار ..
فقائد الفريق يعتبر الأب الروحي للاعبين والمدرب الثاني داخل الملعب ,فيجب عليه قيادة الفريق وتهدئة اللاعبين وعدم الانخراط في السب والشتم والركل وإثارة الجمهور وبالتالي خسارة الفريق , وكما حدث مؤخرا في بطولة دورة تبوك الدولية , وما فعله الكابتن حسين عبد الغني وخروجه عن الأخلاق الرياضية وأمام مرأى كل من شاهد المباراة التي أقيمت مع شقيق النصر نادي الاتحاد ..
وفي منظر لا يمت للتنافس الشريف ولا للرياضة بصلة , وفي نهاية الأمر خروج مخزي بكارت أحمر وعلى أثرها تسبب بخسارة فريقه!!؟
مما أدى إلى تدخل صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان برفض صعود حسين لمنصة التتويج نتيجة لما بدر منه من سلوك مشين, في زمن افتقدنا فيه لحنكة القرارات الفورية والعقلانية من رجل شارك مع أخيه الراحل فيصل بن فهد رحمه الله بوضع اللبنة القوية والأساسية لتأسيس الرياضة السعودية ووضع المسار والمنهج والتخطيط السليم, وعلى ضوئها باتت الكرة السعودية معروفة على الصعيد العالمي ..

لعل هذه الواقعة أن تكون عبرة وعظة لمن خرج عن النص , والواجب على كل لاعب سواء كان محترفاً أم هاوياً أن يتحلى بالروح الرياضية , فالتواضع عند النصر والابتسامة عند الهزيمة هي من سمات اللاعب المتكامل, وان الأخلاق الحميدة التي غرسها ديننا الحنيف , ولا شك أن الأخلاق هي مرتكز أساسي من مرتكزات الحياة والمجتمعات, وهي الهدف الأسمى من مقولة الرياضة فن وذوق وأخلاق ..
وبمجرد أن تنتهي المباراة سواء بالفوز أو الخسارة يجب على اللاعبين أن يباركوا لبعض بالفوز بكلمات جميلة تبعث من القلب , ومواساة بعضهم في حال الخسارة , وبالتالي تكون مقولة تواضع عند النصر وابتسم عند الهزيمة ..
فديننا دين مثل وقيم وأخلاق رسخ في أذهاننا السماحة في التعامل .
ونتمنى من المسئولين عن رياضتنا أن تعمل دروس توعوية للاعبين تحثهم على غرس مفاهيم الروح الرياضية كأحد عناصر الأخلاق في الرياضة، وتتكون من الآتي:
اللعب النظيف, والروح الرياضية, والتحلي بالأخلاق ..
نرجو من القائمين بنادي النصر أن يسحبوا شارة لقيادة من حسين عبد الغني , ونهمس في إذن حسين الانسحاب والاعتزال طيب ..

طارق مبروك السعيد – جده

10