عام الحزن النبيل ياهلال

يعقوب آدم* كنا سنلطم الخدود ونشق الجيوب لو قدر لهذه الكوكبة الفترانة الكحيانة أن تتأهل إلى مرحلة دور الستة عشر في دوري أبطال أفريقيا على حساب فريق الأهلي الليبي الذي ظهر كحمل وديع في تونس وقدم نفسه في أم درمان كذئب شرس فعل كلما أراده بالمستديره وتسيد الملعب طولا وعرضا ووقف أقزام الهلال أمامه مكتوفي الأيدي والارجل حتى ظننا بأن فريق الأهلي الليبي يلعب في طرابلس وليس في البقعة.

* أعود فأقول بأننا كنا سنلطم الخدود ونشق الجيوب لو أن أقزام الهلال قد تاهلوا يوم أمس على حساب هذا الفريق المكافح الذي يستحق أن يصل إلى دور الستة عشر في المسابقة الأم لأنه أجدر من الهلال بكل المقاييس فقد قدم الكرة السهلة المرحلة وكان الأكثر استحواذ على الكرة والأكثر تهديفا وتهديدا لمرمى الهلال ويكفي انه قد سجل هدفا من غلطة الغاني ابيك والذي يخيل آليا انه يظن بأنه يلعب لأهلي طرابلس وليس للهلال السوداني إذ لايقل أن تحرز هدف في كل مباراة ذهابا وإيابا فهذا شى يدعو إلى الدهشة حقا اقول أحرز الفريق الليبي هدفا في أم درمان بينما عجز نجومنا عن إحراز هدف في تونس باستثناء الهدف العكسي وبعد ذلك كله الايستحق هذا الفريق أن يتأهل على حساب الهلال . وفي المقابل فإن فريق الهلال كله بلا استثناء بما فيهم مكسيم كانوا في وادي والكره في وادي آخر ولم يبرز منهم أي لاعب لكي نقول عنه بأنه كان راجل حوبه أو كان غيورا وقلبه حار وحادب على مصلحة الهلال فكلهم كانوا من السوء بمكان وقد تخيل إلينا بأنهم مجبرين على أداء هذه المباراة وحمل الشعار الغالي الذي بات مرمطه يمكن لأي لاعب حواري أو لاعب ليق أو لاعب درجه أولى أن يرتديه ويتباهى أمام أقرانه بأنه يلعب في الهلال الذي أصبح حارة كل من أيدي هولو”

عسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم

* نعم وبالفعل عسى أن تكرهو شيئا وهو خير لكم فالخروج من الدور التمهيدي برغم من أنه لايشبه الهلال إلا أنني ومعي الكثيرون من العقلاء يدركون جيدا بأنه فيه الف خير لهلال الملايين حتى لايتوغل في دروب المنافسه ويجد نفسه أمام عتاولة الفرق الأفريقية الشرسة فيكون عرضة الى ان يتلقى الهزائم النكراء التي ستكون خصما على تاريخ الفريق الناصع في هذه البطولة القارية لأن أمثال هولاء اللاعبين الأشباح لو قدر لهم أن يصلوا إلى دوري المجموعات وهو بلاشك يضم صفوة فرق القارة لكان شكله سيكون محزن بصورة أكثر اسفا من التي شهدناه عليها بالأمس ونحن نشكر الله كثيرا في أن انتهت مسيرة الهلال في هذه النسخة من حيث بدت حتى يكون في هذا الخروج دروس عميقة يستفيد منها القوم في إصلاح ماافسده هولاء الأشباح لتبدأ خطوات التصحيح مع بزوغ فجر التسجيلات الصيفية والتي يحتاج فيها الفريق إلى عمليات تصفية شاملة تقتلع كل الجذور الرخوة التي مثلت بهلال الملايين بدل أن تمثله خير تمثيل والصورة بدت واضحة ولاتحتاج لكبير عناء والجواب يكفيك عنوانه واللي على رأسه بطحه يتحسسها فالقصاص قادم ولن يكون لأي فاشل أو متقاعد أو كومبارس مكان في هلال الملايين اذهبوا فأنتم الطلقاء”

أنه جزاء سنمار ياكاردنال !!!!

* أن كان هنالك مايحز في النفس في هذا الخروج الاليم فهو أن تضيع جهود الرجل العصامي أشرف الكاردينالي رئيس الهلال السوداني هباءا أدراج الرياح دون أن تؤتي أوكلها ومنذ الوهلة الأولى فهذا شى يندي له الجبين خجلا فالرجل الذي يبني في قصور الأماني الهلالية والرجل الذي صرف دم قلبه لبناء فريق قوي يزلزل الأرض تحت أقدام منافسيه والرجل الذي يحارب في كل الجبهات ويقدم جهد المقل لبناء هلال شامخ يشرف كل أهل السودان يكون جزاهو أن يصيف الفريق من الدور التمهيدي لاحول ولاقوة إلا بالله. أي نوع من العقوق أكثر من هذا في حق هذا الرجل العصامي الذي لن تكفيه أي كلمات مواساة في مثل هذا الخضم المشحون بكل أنواع العقوق ونكران الجميل ولكردنه نقول لاتحزن ولاتشيل الليل دموع فهولاء ليسوا رجالك ياكردنه هم لايشبهوك بل هم لايستحقون منك كل تلك الرعاية وكل تلك التضحيات وكل تلك الأيادي البيضاء والمباراة أكدت لك بأنك تحارب بلا محاربين وتقاتل بلا مقاتلين وهذه مصيبة كبرى وعليك أن تراجع حساباتك جيدا حتى لاتقع في الفخ مرة أخرى فقد انكسرت الزجاجة واندلق الزيت وأصبح الأمر يدعو إلى الحيرة والأسى وفقر ألفا ولن تقول سوى لك الله ياكردنه وانت تبذل وتنفق وتغدق وتفعل ماعجز عنه الاباطرة وفي نهاية الأمر تنال جزاء سنار !!!

فاصلة .. أخيرة

* نعيب زماننا والعيب فينا .. ومالزماننا عيب سوانا !!!!!!!!!

13