كورونا تصيب الأخضر

كاتب مقالاتفي عالم الصحة تطلق كلمة وباء على مرض انتشر بشكل مفاجئ وسريع في مكان محدد وفوق معدله المعتاد كما هو حال كورونا الآن ، لذا أسميت مايمر به الأخضر حالياً من حالة هي اشبه ما تكون بوباء مزمن يستصعب علاجه بسبب ارتفاع معدل نكساته .
ذلك الوباء الذي كان أصله بالخارج ومع مرور الزمن أصيب من هم بالداخل حتى صرعوا تماماً ، فالطبيب لا يملك الأدوات لكي يقوم بالواجب العلاجي ولا المريض يملك المال ليدفع أجرة الطبيب فيكف بربك يكون الحل .
في كل مرة يبحث المريض عن طبيب معالج وبتكلفة أقل ليصلح ما افسده الطبيب الذي قبله ولكن بكل آسف كلاهما يفسد ولا يصلح حتى ازداد الالم وانتشر المرض في كل أنحاء الجسم وصعب علاج ذلك المريض .. مسكين أنت يا اخضر .
لا زلنا نظن بأن هناك منظومة عمل تعمل ليل نهار تجعلنا ننتظر النتائج ولكن مانراه يجعلنا لا ننتظر سوى النكسات والمهازل ، فحينما اكتب عن الأخضر فأنا أكتب عن أخضر المجد و الإنجازات سيد أسيا وكبيرها ابرزها واقواها سابقاً .. منتخب اخضر لايُقهر يهزم ولا يُهزم لا يعرف سوى الانتصار فقط ابكانا فرحاً وليس حزناً .
ايام وليالي جميلة مرت مرور الأحلام التي تمر سريعاً كل ذلك كان ماضي جميل أجزم بأنه لن يعود .
منذ متى وكأس الخليج يعد حلماً يصعب تحقيقه على بطلاً كان يصول ويجول في أنحاء القارة بحثاً عن البطولة الأصعب ليحققها .. كان هناك منتخب يدعي الاخضر السعودي .
كنا في سابق الزمان لا نرى سوى لون واحد فقط (أخضر) يحجب كل الألوان أما الآن فأقحموا الألوان كلها وحجبوا لون الوطنية حتى افسدوا كل شي .. لم يعد هناك اخضر اصبح هنا يابس !!
في كل مره نوهم أنفسنا بأن المشكلة الاولى والوحيدة هي المدرب فهي ليست كذلك فالمدرب جزء من منظومة عمل لا يتحمل الخسارة الا إذا أعطي كامل الصلاحيات ، المشكلة من وجهة نظري المتواضعة إدارية بحته جداً جداً وهي أساس الوباء ومن هنا يبدأ العلاج .
فالإدارة الجيدة الناجحة تحسن اختيار المدرب لأننا منذ فترة ونحن نسيء الاختيار اخرها الهولندي بيرت فان مارفيك صاحب السجل الضعيف الذي لا أعرف كيف تم اختياره .
ولو أحسنا اختيار المدرب مع إعطاءه كامل الصلاحيات وعدم الاستعجال في إطلاق الأحكام لانعكس جلياً في اختيار الاعب وبذلك بدأنا في مرحلة الثانية من العلاج .
إضافة لذلك اللاعب الذي لم يعد يشعر بقيمة القميص الذي يرتديه ولا الشعار الذي يحمله، ما يحصل الآن أقدام تتحرك بلا روح لا يفرحهم الفوز ولا تبكيهم الخسارة .
نعيش في زمن لم يعد الانضمام للمنتخب الوطني حلم يسعى الاعب لتحقيقه ، حلم الاعب الآن اصابه مزيفه تبعده عن الالتحاق بالركب .
زمن غريب اسميه زمن الدلال اللاعب فيه لا ينتظر ولا يرجو سوى المكافأت فقط وغير ذلك مرفوض تماماً وتلك هي مصيبة أن لم نلقي لها بال .
وبرائيي التواضع أنه بمجرد أن تستدعي إدارة المنتخب احد اللاعبين لأحدى المعسكرات فكأنما تهديه تذكرة سفر مع سكن فاخر إضافة لمرشد سياحي يجول به أرجاء تلك المدينة ليعود بعدها لفريقة بحال أفضل مما كان عليه ، تلك هي الحقيقة المره التي أتجرع مرارتها وانا أكتب بحروف ودم مفعمة بالوطنية التي لا تباع ولا تشترى ولا حتى تقدر بثمن .
بالأمس القريب سمعنا عن خروج لاعبين من المعسكر بدون إذن مسبق من الإدارة وباستهتار تام .
المصيبة الأولى عقوبة تقدم على طبق من ذهب (ايقاف عن الانضمام للمنتخب لفترة تعتبر وجيزه ومبلغ رمزي يستطيع دفعه الاعب مرتين) .. تروق لي تلك البراءة ؟!
لا الانضمام مطلب ولا المبلغ يجزي ليشعر الاعب بقدر الخطاء ، تمنيت ان الايقاف كان مع النادي في البطولات المحلية ليكون نعم الدرس له ولغيره وبذلك نكون ابلينا بلاء حسن في تهذيب الاعب رياضياً .
والمصيبة الثانية والاعظم عدم اعتذار الاعبين لتلك الجماهير العاشقة قبل إدارة المنتخب الغارقة .. ولو شعر اللاعب بأن هناك بصيص عقوبة قد تلحق به كما تفعل الأندية لما تجرأ على فعل ذلك .
الاعب السعودي لا أحد يعرف طريقة التعامل معه ولا فك رموزه الا من رحلوا .. وليتهم لم يرحلوا لكان بالإمكان أفضل مما كان .
في نهاية الأمر هو أشبه بمثلث هرمي بدايةً بالإدارة ومن ثم مروراً بالمدرب وختام ذلك المثلث الاعب .

ومضه :
زمن فات ترك لنا الذكريات فقط .. لم يعد يغرينا فوز المبتغى الاول والمهم بطولة كبيرة تليق بمكانة الأخضر وعودته لسابق زمانه .

13