نور.. ضرورة ومتعة

علي مليباريعاد محمد نور فعادت السعادة والابتسامة لجمهور الاتحاد..

سجل نور هدفين في مرمى نجران ضمن دوري الستة عشر لكأس ولي العهد، فعاد الدفء والاطمئنان لمدرجات صناع القرار..
بعد غياب سنتين و 6 أشهر و 3 أيام، عاد الأسطورة من جديد للتهديف مع ناديه العميد لتعود معه روح مدرجه العظيم الذي استمتع وهو يشاهد محبوبه الأول وهو يحتفل بأول الهدفين على شكل طائرة وهي نفس االطريقة التي كان يتميز بها عند احتفاله بتسجيل أهدافه في البطولة الآسيوية.
قد يظن البعض أنني هنا أُجامل نور من أجل تاريخه، وهذا غير صحيح أبدًا، فنور ليس بحاجة إلى المجاملة أو المدح ولا يحتاج لمزيد من الإنجازات حتى يُنهي مشواره العظيم، وسواءً اعتزل اليوم أو غدًا فلن ينقص ذلك أبدًا من تاريخه المجيد، ولكني شخصيًا أرى أن وجود نور واستمراره في الملاعب هو ضرورة لناديه ومتعة لعاشقي الكرة المستديرة.
وكما أنظر إلى حسين عبدالغني أنظر إلى نور أيضًا، فالمقياس الحقيقي لعطاء اللاعب لا علاقة له بتقدم السن، إنما هو مرتبط باللياقة والقدرة على العطاء وليس أي شيء أخر، فما بالك عزيزي القارئ وأنا اتكلم عن نجمين بحجم نور وعبدالغني وهما اللذين يمتلكان فكرًا كرويًا عاليًا ومهارات فنية تميزهما عن باقي زملائهما من الجيل الحالي.
ومن المؤكد أن أندية كثيرة تتمنى لاعبين أمثال نور في هذه المرحلة لدوره داخل الملعب وخارجه، ولمعرفته الفريدة في كيفية التعامل مع ضغوطات الموسم الرياضي من باب الخبرة والقيادة وبث الروح والحماس في زملائه، ولعل رحلته إلى النصر العام قبل الماضي وما تحقق لكبير الرياض خير دليل على ذلك.
الاتحاد بمرحلته الحالية في حاجة ماسة لنور، فالفريق للتو عاد لجزء من شخصيته المهيبة التي افتقدها في السابق، وهو الآن في منافسة جادة ولا بد من وجود كل عناصره، وطبيعي أن يعود القائد إلى مكانه الطبيعي، فهو القائد البارع الذي يستطيع أن يأخذ بالفريق فنيًا ونفسيًا ويصعد به عبر سلم التفوق إلى سقف العلو والشموخ، وهو المكان الذي يليق بالعميد وتاريخه وجماهيره.

11