رسالة إلى رئيس الهلال القادم

صالح الصناتعاد الهلال، عبارة نسمعها للمرة الثانية فقط، والفريق يشارف على إكمال عقده السادس، بمعنى أن الزعيم لم يغب عن الساحة، خلال ستين عاماً، إلا مرتين فقط!! وهاتين المرتين كانتا في عهد الأخوين، عبدالله وعبدالرحمن بن مساعد!! لا ندري هل هي مجرد مصادفة، أم أن مثالية الأخوين هي السبب!؟ أم أن التوفيق وحده هو من رفض مصاحبتهما إبان ترؤسهما، المهم أن الفريق عاد بعد غيابه معهما، والغياب لم يدم طويلاً، نقول هذا الكلام، لنبرهن للمحبين وحتى للشانئين، أننا أمام فريق بطل، وعملاق عظيم، وبالتاريخ المشفوع بالأرقام، وليس بالكلام والأوهام، وأن هذا العملاق لا يسقط أبداً، وإن سقط فإنه يقوم فوراً، حتى لو كسرت قدمه، وليس هناك كسر، أبلغ وأقوى، من تخبيص (ريجي) ورحيل الرئيس، وقبله نائبه، ورئيس أعضاء الشرف، والهروب الجماعي لمجلس الإدارة، وبعد كل هذا، يقوم الفريق، ويحارب بالجبيرة، ويمارس هوايته السابقة في جندلة أعتى الخصوم، مع دونيس عاد الفريق، ليقدم أجمل وأمتع العروض، ويفوز ويقوى دفاعه، وتنظف شباكه طويلاً، وتتناغم وتترابط صفوفه، ويقدم كرة سلسة حديثة، بعيدة عن العقد واللعب الفردي، ويفوز حتى بغياب كامل محاوره، ويسجل في مرمى الخصوم، وفي البطولة الآسيوية الأصعب والأشرس، وبغياب كامل هجومه أيضاً، وحتى المهاجم الوحيد الجاهز، يستغني عنه المدرب، ويعتمد على لاعبي الخطوط الأخرى، لتولي مهمة الهجوم والتسجيل، من فرط ثقته بنجومه، لكن وآهٍ من لكن، هل الفريق في هيئته الحالية، جاهز للمنافسة على البطولتين المتبقيتين هذا الموسم، خصوصاً البطولة الآسيوية؟؟ وهل هو مؤهل بشكله الحالي، للمنافسة على بطولات الموسم المقبل؟؟ أم أن الأمر مجرد فورة (فنية) تنتهي قريباً، وقد شاهدنا كيف تغير الفريق كلياً، خلال مباراة الرائد الأخيرة، وظهر وسطه تائهاً، يدور ويركض داخل الملعب، دون أي مردود فني يذكر، أو صناعة لعبة واحدة تعود بالفائدة على الهجوم، الذي هو الآخر لم يكن له وجود نهائياً في اللقاء، فأحد المهاجمين كان يساعد في الدفاع عن مرمى الخصم كالعادة، والآخر نائم طوال وقت المباراة، حتى أخرجه المدرب، وهو الشيء الذي يلازمه في الكثير من اللقاءات، لا سيما تلك الحاسمة منها وهي الأهم للفريق، وهذا ما كان يتحدث عنه الكثير، خلال الموسم المنصرم، وقبيل مباريات الحسم في آسيا، ويصرخ الجميع وقتها، بأن الفريق بحاجة لبعض التدخلات الفنية، خصوصاً منطقة الوسط والهجوم، وضرورة استقطاب لاعبين أجانب متمكنين في تلك الخانات، لتقوية حظوظ الفريق محلياُ وآسيوياً، لكن الإدارة السابقة لم تكترث، وكانت تكابر وتراهن على الأسماء الموجودة، وفي النهاية تصل بها فعلا، إلى النهائيات لكنها كانت تخسرها بسهولة، واستمر الحال كما هو، إلى بداية الموسم الحالي، والذي خسر فيه الفريق حتى الآن ، بطولتين محليتين، وثالثة آسيوية كانت قريبة جداً وسهلة، لكن تلك الأسماء الموجودة عجزت عن تحقيقها، هذا الطرح عجز ومل وكل الجميع وهو يردده ويعيده، دون فائدة، لكن هذه المرة النداء والخطاب ليس موجه للإدارة السابقة، فقد رحلت بعد فشلها المتوالي، وعجزها عن انتشال فريقها، وإعادته إلى عرشه المحلي والآسيوي، وحتى عن الاستفادة من النقد، وهذا الخطاب والنداء نقدمه للإدارة الجديدة التي ستتولى دفة قيادة الفريق خلال الشهر القادم، فهل ستتحرك حينها، وهل ستستفيد من أخطاء من سبقها، وهل ستنتفض لإعادة الفريق إلى مكانه الطبيعي، مهما كانت التحديات، ومهما كانت المتطلبات الإدارية والفنية، هذا ما سننتظره وسنعرف الإجابة عليه خلال الأشهر القليلة القادمة.

19