فساد الفكر

طارق ابراهيم الفريحعندما تثار قضايا في الوسط الرياضي لا بد أن يكون خلفها فكر وثقافة أما أنها تعرف هذه القضية وخباياها جيدا أو أنها تعرضت لصدمة جعلتها تخرج عن الحياد وتقحم هذه المزاعم بشكل غير عقلاني يحمل معه التهم قبل الإساءة والتجريم قبل التقليل.. فالقضية حسب طرحها في الوسط الرياضي تعدت الشك إلى الإدعاء في سابقة لم نعرفها بهذا الشكل الذي سمح للكثير من المنتفعين والمتربصين الدخول بقوة في هذه القضية.
فلقد تناول الكثير منهم مجموعة محاور ترجع جميعها تحت مسمى الفساد الذي فرضوه في رياضتنا من غير إثبات أو أدله.. بعد أن فقدوا الكثير من الفرص وفشلت مخططاتهم وتطايرت معها وتبعثرت الأوراق فلم يبقى لهم مصالح سوى الرجوع لحملات التشكيك والتقليل وممارسة الضغوط والحرب النفسية بعد أن طارت عنهم بطولات الميدان وتمسكوا ببطولات الجوائز والشعارات.. فالفكر الذي أثار الدفع الرباعي وسلب البطولات ومساعدة الحكام الموسم الماضي هو نفس الفكر الذي يثير اليوم قضايا الفساد والتلاعب بالنتائج والذي أصبح طرح جديد وغريب بلا رقيب ذاتي ولا حسيب عام يطرح بهذه القوة التي بالتأكيد لا يرضاه شرفاء الوسط الرياضي.
يعلنون صراحة عن خوفهم على الرياضة وحرصهم على المصالح وفي نفس الوقت يعلنون ضمنا عن وجود تلاعب بالنتائج ويطالبون بلجنة تقصي للحقائق ومتابعة المباريات وأن هناك فساد.. فيتهمون ويشككون ويدخلون في النوايا والذمم من خلال طرح حاولوا فيه استدراج الشارع الرياضي لمنعطف خطير تجاوزا فيه المنطق وكأن رياضتنا بين يوم وليلة تحولت 180 درجة من قمة النزاهة إلى قاع الفساد.. فإثارة مثل هذه القضايا تكشف المزيد على حقيقتهم وتظهر لنا وجه أخر غير متزن ومتناقض عندما يفقد الفرصة يفقد معها كل شيء جميل فتذهب المبادئ والقيم والتنافس بشرف.
أم أصحاب مثيري التعصب الذين أقحموا أنفسهم لصالح هذه القضية بإثارتها واختلقوا العديد من الشعارات واستنفذوا جميع الهجمات فلا نلومهم أبدا بفكرهم المتقادم الذي جعلهم محلا للسخرية لمعرفتنا الكثير من أجندتهم الفاضحة والتي يبحثون فيها عن مصالحهم وتصفية بعض حساباتهم.. لذلك نلمس لهم العذر لأن ضربة الشمس بالتأكيد أصابتهم.

9