شكل خروج المنتخب السعودي لكرة القدم من الدور الأول لنهائيات كأس آسيا صدمة كبيرة للغالبية العظمى من عشاق “الأخضر” الذين توقعوا أن يذهب منتخب بلادهم بعيداً في البطولة قياساً على المجموعة السهلة نسبياً التي لعب بها والتي لم تضم إلى جانبه أي منتخب سبق له الفوز باللقب.

فيما لم يكن الخروج مفاجئاً للبعض الآخر عطفاً على المشكلات الفنية والإدارية التي عانى منها المنتخب وأبرزها اضطراره إلى خوض البطولة بمدرب معار من فريق الأهلي الإماراتي هو الروماني كوزمين أولاريو.
كوزمين نفسه ساهم في توتير الأجواء قبيل البطولة من خلال قبوله لتدريب الأخضر قبل أن يتراجع بحجة رفض اتحاد كرة القدم تأجيل مباريات كأس ولي العهد التي أقيمت يوم 23 ديسمبر الماضي أي قبل (18) يوماً على أولى المباريات أمام الصين ثم تراجع عن تراجعه ووافق من جديد على تولي المهمة، في خطوة حقق من خلالها مكاسب مادية كبيرة.
اتحاد القدم السعودي برئاسة أحمد عيد رضخ تماماً لابتزازات كوزمين ووافق على جميع شروطه للعودة ومنها تقاضيه مبلغ مليون دولار مقابل الإشراف على تدريب المنتخب خلال البطولة مع وعد بمنحه (800 ) ألف يورو في حال فاز باللقب، ولو أن اتحاد عيد يحترم نفسه لرفض الرضوخ لطلبات كوزمين وكلف أحد المدربين الوطنيين بالمهمة عندها كان سيكسب ثقة واحترام الجميع حتى لو خرج المنتخب من الدور الاول.
كوزمين ـ المتردد ـ تذرع بأن اللاعبين سيتعرضون للإرهاق في مباريات كأس ولي العهد رغم أن تلك المباريات كانت تمثل فرصة مناسبة له لمتابعة اللاعبين الذين سيتم اختيارهم للمنتخب فالاتحاد والنصر والأهلي والهلال لعبوا في ذلك اليوم والأندية الـ4 إضافة للشباب قدمت للمنتخب جميع لاعبيه ويبدو أن إصرار كوزمين على التأجيل كان بسبب معرفته التامة بأن تشكيلة المنتخب موضوعة مسبقاً وبأن اللاعبين الذين سيمثلون الأخضر في البطولة معروفون.
هل يصدق عاقل أن النظرة الفنية بين مدرب الأخضر السابق الإسباني لوبيز كارو والمؤقت كوزمين متطابقة إلى درجة تصل حتى (95%)، وهل يُعقل أن اللاعبين الذين فشلوا في الفوز بكأس الخليج في الرياض قادرون على الفوز بكأس آسيا في استراليا حتى يتم اختيارهم بشكل كامل من جديد…!!!
قائمة لوبيز قبل كأس الخليج ضمت (25) لاعباً استبعد منها قبل البطولة بأيام ياسر الشهراني (الهلال) وحسن معاذ (الشباب) للإصابة، وبقي فيها (23) لاعباً بينهم (7) من الهلال هم: عبدالله السديري وعبدالله الزوري وسعود كريري وسلمان الفرج وسالم الدوسري ونواف العابد وناصر الشمراني، و(6) من الأهلي: أسامة هوساوي ومعتز هوساوي وسعيد المولد ووليد باخشوين وتيسير الجاسم ومصطفى البصاص، و(4) من الشباب: وليد عبدالله وماجد المرشدي وعبد الملك الخيبري ونايف هزازي، و(3) من الاتحاد: فهدالمولد ومختار فلاته وعبد الفتاح عسيري، و(3) من النصر : عبد الله العنزي وعمر هوساوي ويحيى الشهري.
وقائمة كوزمين في كآس آسيا ضمت (26) لاعباً استبعد منها كل من عبد الرحمن الغامدي (الاتحاد) وعوض خميس وإبراهيم غالب (النصر) قبل أن يعود لاستدعاء الأخير كبديل لناصر الشمراني (المصاب)، وبقي (23) لاعباً منهم (7) من الهلال هم: السديري والزوري وكريري والفرج والدوسري والعابد والشهراني، و(6) من الأهلي: أسامة ومعتز هوساوي والمولد وباخشوين والجاسم والبصاص، و(5) من النصر: العنزي وهوساوي و الشهري ومحمد السهلاوي وإبراهيم غالب و(4) من الشباب: وليد والمرشدي وهزازي ومعاذ، واتحادي وحيد هو فهد المولد.
وبنظرة سريعة نجد أن كوزمين ضم (19) لاعباً من التشكيلة التي شاركت في خليجي (22) وأعاد إليها المصابين الشهراني ومعاذ، وجديدها فقط السهلاوي وغالب.
في أولى المباريات مع الصين أحسسنا بأن لوبيز هو من يشرف على المنتخب فالخطة ذاتها لم تتغير (4ـ5ـ1) والتشكيلة أيضاً لم يتغير فيها الكثير فقط لعب الهزازي مكان الشمراني المصاب، ومن جديد شارك الفرج في مركز صانع الألعاب وهو الذي لم يصنع سوى هدف وحيد لفريقه في الدوري، فيما جلس الشهري على دكة البدلاء واستبعد تيسير الجاسم (أفضل صانع ألعب في الدوري من القائمة) …لن أزيد لأن الجميع يعرف بقية القصة التي كلفت الأخضر الخروج للمرة الثانية على التوالي من الدور الأول لكأس آسيا.
لنفترض جدلاً أن كوزمين مدرب محترم، هل سيقبل من يختار له اللاعبين الذين سيخوض بهم البطولة وحتى التشكيلة التي سيلعب بها في كل مباراة، الجواب بكل تأكيد لن يقبل …ولكن بما أنه غير محترف وغير محترم فقد قبل بذلك لأن المبلغ الذي عُرض عليه كان مغرياً لدرجة دفعته للقبول.
آخر الكلام …. من أختار تشكيلة الأخضر في كأس الخليج وفي كأس آسيا شخص واحد وهو بكل تأكيد ليس لوبيز ولا كوزمين …وفهمكم كفاية.