زرنيخ

دائماً ماتأتي الكلمات بعد الإنفعالات أكثر حرقةً وأشد وقعاً ولكن هذا هو القدر الذي لابد منه ، أكتب هذه الكلمات بعد خسارة المنتخب السعودي من نظيره الأوزبكي في البطوله الآسيويه والخروج من الباب الصغير بعد خسارتين من الصين وأوزباكستان وفوز معنوي على كوريا الشماليه.
للأمانه كنت متوقعاً الخروج من الدور الأول وزاد يقيني بعد سلسلة الأحداث المتتاليه التي حاصرت المنتخب من قبل البطوله الخليجيه وكانت آخر الطعنات في جسد المنتخب السعودي المثقل بالجراح وهاهو الآن في عداد الموتى وعلينا توديعه وإستقبال مولود جديد في بيئه مناسبه وقابله للنمو والتطور.
قلتها مراراً وتكراراً مشكلة المنتخب السعودي ليست فنيه بل إداريه وعلى المسؤولين في الرئاسة العامه لرعاية الشباب والإتحاد السعودي لكرة القدم الوقوف أمام هذه العباره كثيراً إذا ما أردنا إصلاح الخلل والعوده من جديد إذا ما أردنا المنافسه ومن ثم الإنجازات.
وعلى إعتبار أن من بين الأدوات التي ستساهم في إعادة المنتخب لعهده السابق عنصر الإعلام والإعلام الرياضي تحديداً فعلى الرئيس العام لرعاية الشباب المبارده بمخاطبة وزير الإعلام لوضع إستراتيجيه جديده للإعلام الرياضي وسن قوانين واضحه للعاملين في وسائل الإعلام التي تخصص جزءاً من وقتها ومساحتها للأخبار والمقالات الرياضيه أو حتى تكون الرياضه هي مادتها الوحيده.
إلى متى والمسؤولين يقفون موقف المتفرج من هذا المد والجزر الهائل الذي يحرك الإعلام الرياضي مع إعترافهم بخطورة التعصب ووصوله لمستويات قياسيه لم يكن عليها في السابق ، ألا يستطيع وزير الإعلام بمبادره شخصيه أن يعمم على وسائل الإعلام بضرورة النقد الهادف والإبتعاد عن مايثير الأحقاد ويشعل جذوة التعصب وحتى لو إستدعى الأمر التدخل في سياسة وسائل الإعلام الخاصه فنحن نتحدث عن مصلحة بلد ورياضة وطن أم أن الإعلام الرياضي آخر الإهتمامات وليس بجدير بالمتابعه.
حان الوقت لأن نقول لرموز التعصب ومن يلمعهم كفى ولسنا بحاجه لمزيد من الهزائم ففي الأنفس مايكفي من الإحتقان وفي القلوب مايزيد من الحسره ، لن نقول إستريحوا في بيوتكم بل إبتعدوا قليلاً حتى تهدأ العاصفه فوجودكم لايزيدنا إلا ألماً ولايزيدكم إلا مالاً.
أما الأمور الفنيه فلست فيها بالمتخصص ولكن بحكم المتابعه فالجميع يشاهد مانحن عليه من تخبطات إن على صعيد المدربين أو اللاعبين أو القرارات أو المنظومه بشكل عام ، ليس من الطبيعي أن نشاهد منتخبنا بهذا المستوى الضعيف ولاتحركون ساكناً تحركوا ولو بقرار شجاع وأشعرونا بوجودكم ، لما كل هذا الضعف في إتخاذ القرار هل اللاعب أقوى من الإداري أم هل المدرب أقوى من رئيس الإتحاد ؟ هل هناك تدخلات في عملكم ؟ هل المشكله في الإنضباط أم في الإختيار أم في التعامل ؟
متأكد تماماً أنكم عندما نعالجون هاتين المشكلتين سيعود المنتخب في أقرب وقت ولكن لاحياة لمن تنادي طالما أن التهم ترمى على مواقع التواصل وعلى الجمهور فمن الطبيعي أن تتجه البوصله خارج ماحدد لها وأن تسير السفينه في غير مسارها
أدعوكم الليله لإلتهام وجبه دسمه من الشتائم والمعارك الفضائيه سيكون نجومها رموز التعصب الذين خرجوا من الصحافه ومن وسائل الإعلام الأخرى ومن الوسط الرياضي بشكل عام أعاننا الله وإياكم على هضمهم ولو بزرنيخ.

9