مكاتب الدعوة ولإرشاد في الأندية

سلطان الزايديمن أجمل ما تقرأه في أخبار الرياضة السعودية خبر دخول أحد اللاعبين المحترفين الإسلام، عندها تشعر أن الدور الإيجابي للرياضة، وخصوصاً كرة القدم لا يقتصر على فوزٍ وخسارةٍ، أو اكتساب خبراتٍ أو الدخول في جوانب التطوير المنشودة بهدف الاستمرارية وتحقيق الإنجازات المرجوة. فالرياضة في تصوري عنوانٌ أعمق بكثيرٍ من أن نلخصها في مفرداتٍ سطحيةٍ، تعتمد في الأساس على الاستفادة من تطور الغير وتفوقه، ففي السعودية مثلاً: نجد مكاتب الدعوة والإرشاد في كل أرجاء الوطن، تتحرك بشكلٍ إيجابيٍّ نحو الأندية تؤدي دورها التوعوي تجاه نجوم الكرة الأجانب وغير المسلمين، وكذلك في كل الألعاب بهدف نقل الصورة الحقيقية عن الإسلام بشكلٍ مهذبٍ ومقبولٍ، يشعر من خلاله اللاعب بنوعٍ من الارتياح حتى وإن لم يعتنق الإسلام، إلا أنه سيحتفظ بهذه الصورة الجميلة وسينقلها لبلاده بعد أن يغادر؛ لذلك أنا أجد أن هذا الدور الجليل الذي تقوم به هذه المكاتب المهتمة بالدعوة والإرشاد تحتاج لمزيدٍ من الدعم، من خلال ربط عملهم بجهةٍ معينةٍ ضمن اختصاصات رعاية الشباب حتى يسير العمل بشكلٍ أكثر تنظيماً، مع إعطاء هذه الجهة كافة الصلاحيات المتعلقة بهذا الشأن في كل الأندية التابعة لرعاية الشباب، وذلك من خلال تأسيس مكاتب دعوةٍ داخل الأندية يقتصر دورها على الإرشاد والتوعية، وتهتم بالجاليات من العمالة المسلمة وغير المسلمة والتي تعمل في الأندية، وتكثيف الاهتمام بنجوم الكرة الأجانب ونجوم الألعاب الأخرى من مسلمين وغير المسلمين، والاهتمام بهم والتواصل معهم داخل المملكة وخارجها، فهم سيكونون جزءاً من حملة التوعية بالإسلام في أكثر من دولة.

كذلك يكون دورها في فتح مشاريع تعاونٍ مع الدول العربية في هذا الشأن، وذلك من خلال عقد ندواتٍ ولقاءاتٍ لوضع خططٍ ممنهجةٍ، يكون هدفها الشريحة التي تنتمي للأندية، كالعمالة مثلاً، واللاعبين الأجانب والمدربين، فتوسيع دائرة الاهتمام بهذه المجال وأقصد -مجال الدعوة- سيكون له نتائج إيجابية كبيرة، وسنكون قد حققنا من خلال الرياضة أسمى غاية ينشدها الإنسان المسلم.

متى ما تبنَّت رعاية الشباب بعض الأفكار التي تعمل على تفعيل دور مكاتب الدعوة والإرشاد داخل الأندية، التي تضمن أعداداً كبيرةً من الشباب المسلم وغير المسلم، سيمكنهم تأدية دورهم بالشكل القوي والمثمر، فلا أحد اليوم ينكر أن الأندية تستقطب أعداداً كبيرةً من الشباب المسلم، منهم مَن قد يقع في بعض السلوكيات الخاطئة التي تتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي، دون أن يدرك ذلك بسبب إعجابه بنجمٍ معينٍ ويرى أنه قدوةً له في حياته، وهذا التأثير يدفعه لتقليده في كل شيءٍ، في الشكل وفي بعض التصرفات.

من هنا يكون دور مكاتب الدعوة والإرشاد حاضراً ومهماً، فالمحافظة على فكر الشباب من بعض الصور التغريبية التي في مجملها معادية للدين الإسلامي مطلبٌ مهمٌّ ودورٌ كبيرٌ، يجب أن ينشط من خلال التعاون العملي على أرض الواقع بين تلك المكاتب ورعاية الشباب المتمثلة في الأندية وتعاون إداراتها، وطرق التعاون كثيرةٌ ومتنوعةٌ في هذا الجانب، فعلى سبيل المثال: تنفيذ مشروعٍ يهدف لعقد المحاضرات والندوات على مستوى النادي بشكلٍ دوريٍّ، وتفعيل المشاركة فيها بوضع بعض المقترحات التحفيزية التي تشجع الشباب على الحضور والاستفادة بالشكل الجيد.

فالرياضة بشكلٍ عامٍّ لو أمعنّا في تفاصيلها لوجدناها تلتقي مع الدين الإسلامي في كثيرٍ من توجيهاته السمحاء ..، ويمكن من خلالها أن يكون الربط منطقياً يستوعبه الرياضي بشكلٍ أكثر وضوحاً، حتى تكتمل الفكرة في وجدانه، لتصبح الطاقة الذهنية الاستيعابية لديه أكثر ارتياحاً وتقبلاً، عندها سيسهل إقناعه، وتغيير بعض مفاهيمه التي تتعارض مع تعاليم الإسلام.

ودمتم بخير،،،

14