من ينقذ الوحدة؟!

علي مليباريمؤلم جدًا أن تشاهد نادي الوحدة وهو ثاني ناد تأسس في تاريخ الرياضة السعودية – بعد نادي الوطن الاتحاد – يقبع في دوري الدرجة الأولى بدلًا من أن يكون في الصفوف المتقدمة في دوري الكبار.

ليس ذلك فحسب، بل إن هذا النادي الذي طالما أمدّ المنتخبات السعودية منذ تأسيس الرياضة في بلادنا الغالية بلاعبين مميزين وأصحاب إنجازات، أصبح الآن هو المثال الدال على العشوائية والمشاكل وعدم الاستقرار.
رئيس النادي حازم اللحياني يستقيل فجأة، ثم يُفتح باب الترشح لرئاسة النادي، وحتى هذه اللحظة لم يتقدم إلا شخص واحد فقط.
يظهر اللحياني عبر وسائل الإعلام ليعلن اعتذاره عن الاستمرار بعد انتهاء مهلة تكليفه، ليرد عليه معارضه رامي تونسي، وكل منهما ومن يقف مع أحدهما يدعي بأنه يمتلك الأدلة والمستندات الدامغة.
لست مع هذا أو ذاك، ولكنني أقدم هنا الصورة الوحداوية هذه الأيام، وهي صورة مكررة لما كان يحدث مع الإدارات السابقة، ولذا تجد المشجع الوحداوي البسيط والمغلوب على أمره يتساءل حزنًا: ألم يئن رجالات الوحدة وأثرياء مكة من ألم هذا المشهد الرياضي للنادي، وإلى متى وهم يتنصلون عن واجبهم تجاه ناديهم؟ بل إنه يزيد فيقول: من هو المستفيد من بقاء الوحدة في دائرة التخبط والمشاكل؟ فالنادي ينهار، وقد يدخل في مآزق كثيرة تجعل من عودته إلى دوري الكبار مستحيلة.
وضع عشوائي كهذا قد يجبر الرئاسة العامة لرعاية الشباب لأن تتدخل كأن يتم تكليف رئيس ومجلس إدارة لمدة عام لتسيير أمور النادي، ولكن هذا لن يغير في الأمر شيئًا، فالأمرسيظل مستمرًا طالما لم يوضع حد نهائي وجذري لحل مشكلات الوحدة المتكررة.
حقيقة الأمر أن الوحدة لن تقوم لها قائمة ولن تعود لدوري الكبار إلا إذا وضع الوحداويون أنفسهم كل الخلافات خلف ظهورهم وبدؤوا بالجلوس على طاولة من أجل تأسيس وتنفيذ خارطة طريق لعودة الوحدة إلى الواجهة الرياضية، أساسها التكاتف والعزيمة ودعم الفريق ماديًا ومعنويًا، ولذا كلي أمل في أن يلتف أثرياء مكة حول ناديهم والإسهام في انتشاله من الغرق، فمهما كان النادي يعاني من ديون وأزمات مالية فما كل ذلك إلا رقم بسيط في دفتر حساباتهم، فالكل يعلم – ما شاء الله تبارك الله – أن تجار وأثرياء مكة وما أكثرهم في مكة وجدة ومختلف أنحاء السعودية، لو وُزعت ثرواتهم وأرباح شركاتهم ومؤسساتهم على جميع الأندية في السعودية لكفتها وأغنتها.
تويتر AliMelibari@

15