درة الدورات العربية
بسام جميدة  اعلامي رياضي سوري- مدير تحرير صحيفة الرياضة السورية- مؤلف وروائي

بسام جميدة اعلامي رياضي سوري

لا أغالي لو قلت ان دورة كاس الخليج لكرة القدم هي درة الدورات العربية التي حافظت على ثبات إقامتها بشكل منتظم وأوتيت ثمارها وانعكست بشكل أو بآخر على مستوى اللعبة في الدول التي تشارك فيها، وقدمت لنا نجوما على مستوى جيد، وكوادر فنية وإدارية على مستوى عال في المنطقة.
ورغم حداثة هذه البطولة قياسا لباقي الدورات العربية الأخرى إلا أن ميزة كاس الخليج إنها لم تتوقف إلا ماندر ولظروف قاهرة جدا، وبات لها حضور فاعل وتمويل كافي وشركات تسويق تقدم الكثير من الدعم لها كون أي بطولة تحتاج لمثل هذه الشركات لتؤمن لها السيولة اللازمة كي تستمر، كما تحظى بمتابعة إعلامية متميزة، وتغطية على قدر عال من المهنية، رغم أنها تقام لدول الخليج فقط.
في الذاكرة ذكريات جميلة عن نجوم الزمن الخليج لمباريات كاس الخليج، ومايرافقها من كرنفال ممتع لاقى قبولا في الأوساط الرسمية والشعبية في الدول التي تقام بها البطولة، كما أنها ساهمت في تطور اللعبة في جميع دول الخليج حيث يكون التنافس فيها على أشده للحصول على الزعامة الكروية التي تشكل ورقة رابحة من أجل المضي في باقي المسابقات التي تشارك بها تلك الدول.
وقد تم طرح أكثر من فكرة في أوقات سابقة من اجل توسيع رقعة الدول المشاركة لتضم دولا ليست من منطقة الخليج وبذلك تتوسع دائرة المنافسة ولا يكون هناك ملل من التكرار وتكون الاستفادة أكبر مع المحافظة على أسم البطولة، ولكن هذا الاقتراح لم يلق الصدى المناسب ولا القبول لترجمته على أرض الواقع مع أنه يبدو فكرة جميلة جدا قد تعوض غياب وانقطاع الدورات العربية بكرة القدم، بل ويصبح لها ثقل فني أكبر وارتفاع في المستوى.
ومع ذلك تبقى البطولة درة الدورات العربية نظرا لانتظام مسابقاتها وأن كنا نأمل بتوسيع رقعتها بشكل أكبر، وننتظر أن تأتي هذه الدورة في الرياض تتويجا لكل الجهود السابقة لتكون أيضا عروس الدورات الخليجية، والفائز الأكبر سيكون الجمهور الذواق، وباعتقادي سيكون المستوى أرفع وأكثر تطورا.
بسام جميدة
إعلامي رياضي سوري

17