لا تزال حديث الكثير

عبدالرزاق سليمانخسارة الهلال في البطولة الآسيوية من الفريق الاسترالي محور حديث الكثير من الرياضيين على اختلاف واضح في تحليلاتهم لأسباب الخسارة وكيف بعد أن قاب قوسين أو أدنى من تحقيق البطولة خسر الهلال .
كثيراً ما تستوقفني مثل هذه الحالات التي تكون محل اختلاف في الرأي لتكتشف من بين الآراء رأياً واقعياً هادئاً لا يبتعد عن التحليل المبني على معطيات مشاهدة وأسباب مؤدية لتلك النهاية .
وبين تحليل تخنقه الميول وتعصر كل ما يخالف الألوان الجذابة لذلك المحلل لتكون النظرة متأثرة بلون معين فتؤثر تلك الألوان حتى على الفكر الكروي التحليلي .
تنشأ في هذه المرحلة استفهامات كثيرة جداً فلماذا اهتم الكثير من الرياضيين بهذه المباراة تحديداً واختاروها لتكون حديثاً لمجالسهم لمدة طويلة قبل وبعد المباراة .
كما ينشأ استفهام عن أسباب كثرة المؤيدين لخسارة الهلال وخروجه من البطولة وهو ما أرجو أن يكون محوراً لاهتمام إدارة الهلال ليبحثوا عن الأسباب التي أوصلت الكثير إلى هذه المرحلة . قبل أن نتوصل إلى من أعلن ميوله المضادة لنادي الهلال وهو التعصب الممقوت الذي لم نرغب يوماً أن نرى مثله .
لنصل بعد ذلك إلى دور رعاية الشباب في التقليل من التشنجات الحاصلة في الساحة الرياضية وليكن القضاء عليها مهمة لجنة رفيعة في رعاية الشباب لتقدم الدراسات والنماذج حول الأمر ومن ثم تعرض مقترحات مدروسة لتقوم الرعاية بالعمل عليها لنعيد لساحتنا الرياضية هدوءاً افتقدناه هذا العام بشكل أوضح .
وفي المساحة الفنية للمباراة ومن وجهة نظر خاصة أن الحديث عن الحكم وكيف أنه خطف البطولة من الهلال فيه خطأ يضر باللاعبين ولعبة كرة القدم بشكل عام .
فالهلال لعب مباراتين وانتقد الحكم بإهماله ركلات جزاء للهلال لم يحتسبها مع وضوحها الشديد ولا أختلف في ذلك مع أحد . لكن هل الأجدر أن نتحدث عما فعله غيرنا ونحن لا نملك في ذلك شيئاً أو أن نتحدث عن إضاعة لاعبي الهلال للكثير جداً من الفرص المحققة أمام مرمى الفريق الاسترالي مما أثار استغراب الكثير من المتابعين للمباراة كيف تضيع تلك الفرص , مع أن الهلال يحقق أهدافاً من أصعب من تلك الفرص .
تحميل الحكم نتيجة المباراة فيه إغفال ونسيان لتفريط اللاعبين في تلك الفرص وهو ما أرجو أن لا نشاهده في كأس الخليج ونأتي نتكلم عن الحكم في خطأ أو اثنين أو ثلاثة ونترك أكثر من ثمانين دقيقة لم يفلح فيها اللاعبون في تحقيق نتائج إيجابية فيها .
مباراة الهلال أجمل درس للكرة السعودية أجمع على مستوى المنتخبات والأندية , فإن أساء لك الحكم في دقيقة واحدة فهل تسلم له باقي المباراة بكل ما تم فيها من إعداد وتجهيز وصرف أموال وسهر وتعب وتخطيط فهل ينسى كل ذلك ويسلم للحكم الذي ربما أخطأ دون قصد .
فبدل أن نعيش في لحظات استشفاء من الجمهور المقابل وإساءة لبعض أندية الوطن والعيش في هذه الدوامة المقلقة يفترض أن نستجلب أجمل الدروس من تلك المواجهة .

11