أحفاد هتلر وكارثة جديدة تهز العالم

محمد بن عبداتلا أظن أنني الوحيد في العالم الذي أصابته صدمة الكارثة الكروية التي لحقت بسحرة الكرة وراقصي السامبا البرازيلية بل معي بكل تأكيد كل عشاق الكرة في شتى أصقاع المعمورة، حيث إن الخاسر ليس بمنتخب يمثل رقما عاديا على خارطة الكرة العالمية ولكن هذه البرازيل التي خطفت القلوب والعقول في عالم المجنونة كرة القدم بعد أن تربعت بفنون ومتعة لاعبيها على عرش الكرة العالمية في خمس مناسبات مونديالية وقبلها قدمت للعالم أجمع أفضل نجوم الكرة وعظمائها أمثال الجوهرة بيليه وجارنيشيا وروفيلينو وكارلوس البرتو ومن بعدهم زيكو وفالكاو وسقراط ومن ثم كاريكا وروماريو ورونالدو ورنالدينهو وريفالدو وكاكا وأخيرا وليس بأخير نيمار وما أدراك ما نيمار.

حقيقة رغم كل ما ذكر ورغم أن البرازيليين لم يكونوا مقنعين وهم يلعبون مباريات العرس العالمي على أرضهم وبين جماهيرهم إلا أنني أجزم القول هنا انه لم يخطر على بال أحد ولم يدر في خلد أكبر المتشائمين ان يفسد أحفاد هتلر مفعول السحرة بتلك القوة ويدكون مرماهم بصواريخ اعتقد انها ما تبقى من مخزون النازية التي اثارت الرعب في العالم في يوم من الايام.. لياتوا اليوم ليرعبوا بها البرازيليين داخل أراضيهم تخيلوا كل تلك الجرأة والشجاعة لدى القادمين من برلين وميونيخ وهامبورج الذين أبكوا بمرارة شديدة مواهب الكوباكبانا في مباراة اقل ما نقول عليها انها كارثة رمت في ليلة قاتمة بتاريخ الكرة البرازيلية الى مستنقع فرق ومنتخبات الحناكيش! بعد أن ظهرت شاكلة سكولاري لا حول لها ولا قوة وكل فرد فيها شارد الذهن وكأنه يعيش لحظات حزينة وموجعة لخبطت أوراق فكره وجعلته مثل الشبح داخل المستطيل الأخضر وهو الشيء الذي استشعره الالمان وعرفوا كيف يستغلونه في ظرف زمني قصير ضاعف معه الاحباط والحالة النفسية السيئة التي اصابت لاعبي السليساو الذين نجوا من وجهة نظري من هزيمة ربما مضاعفة للسبعة التي مزقت شباكهم في يوم سيظل عالقا في ذاكرة عشاق الكرة في كل مكان ولن تتبخر تفاصيله بسهولة على مر الازمان إلا حين تكرر البرازيل ما فعلت بها المانيا وترد لها الصاع صاعين.

وهذه مسألة ربما ينظر لها البعض انها من الصعوبة بمكان ان تحصل أو يتكرر ذلك السيناريو ولكن اقول ان ذلك ليس بمستحيل على بلد عرفت بمخزونها الكبير لمواهب كرة القدم التي تعد إحدى ثروات اقتصادها القومي وفوق هذا وذاك فكرة القدم هي لعبة المفاجآت غير المتوقعة.

فهل تفعلها البرازيل وتمسح العار الذي وضعه على جبينها الالمان وتعيد شيئا من كبريائها المفقود وان كانت أولى خطواتها من هذا المساء على حساب البطل غير المتوج برأيي وراي أغلب المتابعين ألا وهو منتخب الطواحين الهولندية ولاعبه الخارق روبين.

 

10