(مبارك) وقطر حتى اخر قطره

محمد بن عبداتامس وافاه الاجل في الدوحه القطريه التي احتضنته منذ مايقارب الاربعين عام اويزيد قليل بعد ان وجد الظروف في بلده لاتساعده على الظهور والابداع ابان حكم الرفاق الاشتراكيون حينها الذي اغلقوا البلاد على نهج وفكر واحد ومن خرج عنه وصفوه بالرجعي اوغيرها من المسميات الجاهزه في تلك الحقبه التي كانت فيها حضرموت تسمى المحافظه الخامسه !!

خرج مبارك عمر سعيد ابن مدينة سيئون الطويله طالبا للعلم في دولة الكويت على امل العوده للوطن بشي يفيده ولكن مثل ماجاء بعاليه لم تكن الضروف مهيأه للعوده فأقترح عليه زميله القطري قي الدراسه حينها ان يرافقه الى بلاده وهو سعد الرميحي الذي يشغل اليوم مستشارا في الديوان الاميري وقبلها كان واحد من المع الكتاب الرياضيين العرب والكل يعرف بطبعية الحال انه شكل ثنائيا رائعا مع المرحوم مبارك عمر سعيد في مجلة الصقر القطريه التي كانت واحده من المع المجلات الرياضيه العربيه على الاطلاق في الثمانينات ..

لقد استقر ابن حضرموت في دوحة الخير ووجد فيها المحبه والتقدير والاحترام ليس لابداعه وتالقه في مجال عمله فحسب ولكن لسلوكه الرائع ومعاملته الطيبه مثله كمثل الكثير من الحضارم الذي ما ان تضع اقدامهم في مكانا ما الا ويضعوا بصمة طيبه تبقى في ذاكرة من تعايشوا وعملوا معاهم .. فوداعا ايها القلم الكبير الذي نرتشف من قطراته دائما اجمل واعذب الكلمات وادعا مبارك عمر سعيد ابن حضرموت الذي عاش غربته وفي جوارحه وقلبه حسره كبيره في ان يراها تنعم بالخير والامن والامان.. ولكنه رحل وامامه لم يتحقق شيئا بسيطا من ذلك وهو الشي الذي سيترك آلما في كل من يعشق تراب بلده واهله وناسه وابن سعيد واحد منهم دون شك فلم تنسيه الغربه اوتبعده عن بلده بل كان حنينه قويا لها واتذكر هنا اللقاء الذي جمعني به قبل نحو عشر سنوات اثناء فعاليات خليجي 17 في دولة قطر وعندما عرفته بنفسي قال ذكرتني بزميلي في الاعداديه محمد بن عبدات وسئلني عليه فقلت له هاجر مثل من هاجر ويعيش الان مابين اندونسيا وسنغفوره واستشعرت حينها ان سعادته بي كانت كبيره جدا .فرحم الله فقيد الصحافه الرياضيه العربيه الكبير مبارك عمر سعيد الذي كتب مقال ذات مره وكان مشاركا في محفل رياضي في هافانا عاصمة كوبا التي احتضنت الروائي الامريكي الشهير ارنست همنجواي الذي كتب فيها اجمل رواياته الا وهي الشيخ والبحر في مطلع الخمسينات من القرن الماضي .لكن الرائع مبارك كتب عن ذلك البلد بحرفنة الكبار(كوبا حتى اخر الكوب) وطبعا كتب ذلك دون ان يعلم ان سيضل يرتشف من خير ومياه قطر حتى اخر قطره في كوبه ونفس في حياته.

 

14