تغريدات المقاطي تصقل الإعلامي قبل الفارس

أثارتني هذا الصباح تغريدات المصمم الأولمبي “منصور المقاطي ” ، للحظة استفزت شيئاً ما في داخلي وطرحت بعض التفاصيل التي ربما كنت اهتم بها سابقاً بالسجية ، تغريدات ” ابو فوزان” ايقضت في داخلي الانتباه إلى أمور لا يجب أن يتعامل معها من أراد أن يكون ” محترفاً ” بالسجية ، بل إن عليه أن ينقلها إلى مرحلة أكثر ارتقاءً من خلال ” الإدراك الكامل ” ليصل بها إلى الاحتراف بعد أن يمارسها متعمداً “لا على سجيّته” .

في الحقيقة كانت تغريداته عن الفروسية وقوانين اجتياز المسلك بشكل صحيح رسالةً بسيطة و” دقيقة “لمن أراد أن يتقن فروسية قفز الحواجز من الفرسان ، مالفت انتباهي تلك اللهفة التي كنت أقرأ بها هذه القوانين على الرغم من أنني لست أحد الفرسان !
للحظة أدركت أن رغبتي في الاحتراف في مجال الإعلام والنقد الفروسي تدفعني لالتهام أكبر كم من الخبرات الفروسية ، فما بالك إذا كان من يقدم لك وجبة الخبرات الفروسية هو أحد أعلام الفروسية في المملكة ، وعلى الرغم من أن كل وجبة يقدمه “دسمة” بما يكفي الإشباعك ، إلا انها صحيّةُ جداً !
الفكرة أبعد من أن تكون مجرد تغريدة تحمل بضع معلومات ، في الواقع إن الإعلامي الذي يأخذ عمله على محمل الجد يلتقي مع المسؤول في نقطة ، فإن كليهما يجب أن يكونا مدركان جيداً للرياضة التي هما مسؤولان عنها ، فكليهما لن ينجح إلا إذا استطاع أن يلمس ما يعانيه الرياضي وما يحتاج إليه ، حتى يصل لمرحلة يكون فيها سنداً له -كما هو مفترض – لا أن يكون عالةً عليه ، ولا أقصد بأن يكون سنداً له أي أن يصفق له طوال الوقت ، بل أن المساندة تكون أحياناً على صورة تقويم ، وبالطبع هذا لن يكون بشكل محترف إلا إذا صُقل من خلال الممارسة أو الوعي الكامل بكل تفصيل يخص الرياضة والرياضي المعنيين .
الفروسية رياضةٌ لها خصوصيتها ، ليست مجرد فرس وفارس عليهما أن يجتازان المسابقة بنجاح ، هناك تفاصيل كثيرة “مؤثرة ” قبل الدخول من بوابة ميدان المسابقة ليس من العدل أن نختزلها جميعها في بضع ثواني يقضيها الفارس وفرسه خلال الجولة ، ربما الاختزال مناسب لمن يصنع الخبر فالأرقام هي من تحدد الفائز في نهاية المطاف ضاربةً عرض الحائط بكل التفاصيل والمؤثرات ، لكنه ليس منصفاً إذا كنّا نتحدث عن النقد والذي هو مسؤول عن ” صناعة نجوم اللعبة ” ، لذلك فإنه يجدر بالفارس أن يشعر بشيء من الغبطة ، فهو ليس الوحيد الذي يبذل جهداً ، فالجميع يفعل ذلك إلا أنه يبقى الأكثر ألقاً ، والألمع إذ أنه يخطف الضوء من أمام الجميع ، فهنيئاً لكم معشر الفرسان .

12