مونديال القلق

بسام جميدةيطل المونديال هذا العام من شرفة البرازيل صاحبة أطيب بن في العالم وأمتع كرة قدم على وجه البسيطة، ولكن إطلالته هذه المرة مختلفة بالنسبة للعالم العربي الذي تئن غالبية دولة تحت وطأة الألم الذي تعاني منه جراء الأزمات التي تعصف في أغلب البلدان التي لازال سكانها يجدون في كرة القدم شيئا مما يمكن أن ينسيهم ولو قليلا مما يكابدونه.
ليس العالم العربي وحده هو من يعيش ذاك القلق الذي تعانيه الشعوب، فثمة بلدان أخرى ساخنة بأحداثها، تعيش دراما مشابهة، في مختلف بقاع العالم وأن كانت الأمور متباينة بين هذا البلد أو ذاك.
حتى البلد المنظم (البرازيل) يعيش بعض المآسي التي يعاني منها الشعب الذي يعيش على كرة القدم بنسبة كبيرة..!
غالبية دول العالم قامت حكوماتها بتأمين نقل للمباريات على قنواتها بسبل شتى، أما تكريماً لأبنائها أو لجعلهم ينشغلون بها، حتى لايشغلونهم بمطالبهم الأخرى.
ولكن مايزيد في قلقنا كعرب ونحن نعيش أوضاعا ليست على مايرام ونجد في كرة القدم ملهاة لنا عن همومنا، أن الغالبية العظمى لن يشاهد تلك المباريات بسبب التشفير، وتطنيش الحكومات عن تأمين النقل الفضائي للمباريات لشعوبها كي تخفف عنها شيئاً من ويلات الحروب ومآسيها.
ليس بمقدور الكثيرين أن يتفرجوا على القنوات المشفرة، بسبب الضائقة المادية، وليس بوسع البقية أن يذهبوا للمقاهي أو المحلات العامة للمشاهدة ودفع قيمة الشاي والقهوة والاركيلة أضعافا مضاعفة، ومن تتاح له فرصة قرصنة قناة من هنا أو هناك عبر فك الشيفرة أو ببعض الوسائل الأخرى لن تكون الكهرباء أكثر رحمة عليهم لأنها بالكاد توصل إليهم.
الشعوب العربية تستحق الكثير من الاهتمام لتشاهد مباريات كأس العالم، وأي حكومة عربية قادرة على تغطية نفقات النقل لشعوبها تحت أي بند من الميزانية التي تصرف على الدفاع والهجوم وحتى الوسط..
نناشد الحكومات عبر هذا المنبر لتأمين نقل مناسب للمباريات لشعوبها، أسوة بالدول المحترمة، على الأقل لتدير هذه الشعوب وجوهها ولو شهرا عن تفاصيل الحزن والويلات التي تحيط بها من كل حدب وصوب، فهل من يسمع ويستجيب..؟
بسام جميدة
إعلامي رياضي سوري

9