ساعات قليلة جدا وينطلق مونديال البرازيل بكرة القدم، شاغلا العالم بأكمله بمبارياته وأحداثه المثيرة، كما شغل الناس بتصفياته وأحداثه قبل أن يبدأ.
مونديال السامبا كما يحلو للبعض أن يطلق عليه، سينطلق والبرازيل تعيش أكبر موجة احتجاج تمر عليها نظرا للظروف التي تمر بها، وربما يحدث مالا يحمد عقباه من قبل بعض المحتجين الذين استعرضوا وأضربوا في ساحات ساو باولو، وربما هي المرة الأول في تاريخ المونديال أن نرى هذا الحزن بادياً على محيا الدولة المضيفة التي لايزال ملعبها الرئيسي تقام فيه بعض التشطيبات، مع أنها أكثر دول العالم يوجد فيها ممارسين للعبة ومن أكثر الدول التي تصدر اللاعبين للعالم ويتعاطون كرة القدم كما يتعاطون البن والخبز، لكنه الجوع كافر، وهذا ماجعل الحزن يخيم على أجواء المدن البرازيلية، وحتما ستختفي رئيسة البرازيل عن الجمهور ولن تلقي كلمة الافتتاح ولن ينوب عنها أحد خوفا من سخط الجماهير الذي سيكون على مرأى العالم أجمع.
ليست البرازيل وحدها هي التي تئن من المشاكل فغالبية دول العالم ومنها العربية تستقبل المونديال بهذا الوجوم البادي على محيا الجماهير، ومن يتابعه سيكون من أجل الهروب مما يدور حوله، وكي ينسى آلامه ليس إلا…
متى كانت الشعوب لاتعير مالئة الدنيا وشاغلة الناس كل هذا الفرح، لم يحدث هذا أبداً في العصر الحديث، ومع ذلك سنبقى ننحاز لبقية الفرح الكامن فينا، لعل هذه اللعبة تنتشلنا ولو مؤقتا مما نحن فيه.
بعد قليل سينطلق المونديال وسنربط الأحزمة نبحث عمن سينقل لنا مبارياته بالمجان، وربما سنرتاد بعض المقاهي الرخيصة الثمن، هذا قدرنا وقدر الغالبية أيضاً ممن لايستطيعون متابعتها على القنوات المشفرة، تباً للمال وللانتهازيين الذين حرموا فقراء اللعبة ومريديها ومصدر شعبيتها هذه المتعة، ولن نستغرب أن يضّرب العالم يوماً ما عن المتابعة وارتياد الملاعب حتى تعود اللعبة لمحبيها، وليس للمافيات الاقتصادية في العالم.
لن أطيل وسأترككم مع السامبا وهي تعزف أجمل إيقاع على وقع الألم الذي تعيشه ونعيش قدرا كبيرا منه، كثرت المراهنات، وكثرت المفاجآت، والمتعة لن تتخلى عن كرة القدم مطلقاً فلا تبتعدوا عن محبوبتكم مهما جرى.
اربطوا الأحزمة.. المونديال ينطلق