رِضا الجماهير غاية لا تُدرَك!

لقد  واكبتْ بلادنا نهضة رياضيّة رائِدة  في السنوات الأخيرة و تطوُّرًا ملْحُوظًا, من حيث تحقيق الإنجازات الرِّياضية الرائعة, وتشْيِيْد المنجَزات والمعالم الرياضية الجبَّارة,و ذلك بسبب الدَّعم المتواصل من الدولة المُباركَة , و دليل ذلك  إقامة البطولات المختلفة  وكثرة الأندية الرياضية التي قدَّمت لنا نجومًا مازالت أسماؤهم راسخة في الأذهان , و فتح باب الاستثمار الرياضي الذي ساهم في التنافس الرياضي ,  وازدياد الجماهير الرياضة ,و لكن على الرّغم من هذه النهضة المباركة ساد  الأندية الإخفاق  و المستويات الضعيفة . و الحكمة الشهيرة تقول: رِضا الجماهير غاية لا تُدرك !

فكلّ لا ينظر إلا فريقه و لو جلَب الضر و المتاعب لنفسه و الآخرين و السبب : نظرة المجتمع الرياضي إلى الرياضة و خاصة لعبة القدم نظرة غير واعية , و تغيير مفاهيمها من المحبة و الترابط  و التواصل و التنافس الشريف و إشباع الميول بالتشجيع السليم إلى العداوة و إعياء النفوس بالأسقام وانجراف الجماهير خلْف التعصب الرياضي و الخروج عن ضوابط الأدب و الأخلاق , و استخدام الألفاظ النابية و العبارات الجارحة ,  أو النقد غير الهادف من المسؤولين أو النقاد الرياضيين ما بين الشَّدّ و المدِّ , و التشجيع الخاطئ  للأندية و اللاعبين و يزداد إذا كان الفريقان من مدينة واحدة .

و قد  يَخرج التعصب الرياضي إلى ما هو أبعد من تراشق الكلمات و الجُمل ,أو نزول بعض الجماهير إلى الملاعب, أو الكتابات و الرُّسُومات السيئة التي شوَّهَت المساكن والمرافق العامة .فأينَ الجماهير من الروح الرياضية التي نسمعها كثيرًا و نقرؤها في وسائل الإعلام ؟و لماذا لا تتقبل الهزيمة بروح رياضية كما تتقبل الفوز؟! ولماذا التهكم و السخرية  من  الفرق الضعيفة عند الفوز على الكبار و تقديم المستويات الطيبة ؟ و ما سبَب اختلاف الجماهير على الحكام و النقاد و البطولات ؟فجماهير تذكُر بطولات الفريق الرسمية و أخرى ترد عليها :   بأنها ليست حقيقية و هلُمَّا  جرّا, أم أن هذه  الصّوَر تكثر في العالم العربي ! و هذه الأحداث الرياضية غَيض من فَيض ,و تُعْتبر  من  التخَلُّف  الرياضي , و التشجيع غير الحضاري الذي أثَّر على الرياضة عامَّة, فكيف ترتقي الرياضة و السلبيات كثيرة؟! و هذا صورة خاطئة في  حق الوطن.
عبد العزيز السـلامة /  أوثال

10