الاحمدي يكتب.. العمادة الرياضية.. وحداوية

مكة المكرمة واللغة العربية وجهان لعملة واحدة بمعنى أن أم القرى هي صاحبة الأولويات في هذه البلاد الرحيبة فكل ما تتخيله في ذلك الزمن من حضارة تجده فيها، ولذلك هل من المقبول أن تعجز أن يمارس على ثراها لعبة كرة القدم مبكراً بل وغيرها من الرياضات الناشئة؟ ووجه الشبه هنا أن اللغة العربية لا تعجز أن تجد كلمات ذات معنى مقابل أي مفهوم جديد في الكون، وكذلك مكة المكرمة لا تعجز من توفير كل جديد ومتاح في ذلك الوقت تحديداً.

مهما صُنعت أفلام تتحدث عن البدايات الرياضية، ومهما ألُفت كُتب على الرغم من بعض تناقضاتها العجيبة تزعم أن غير نادي الوحدة هو عميد الأندية السعودية، ومهما كُتبت مقالات رياضية عديدة، ومهما تعاطف وللأسف بعضاً من أبناء النادي بل من أبناء مكة..!! سوف تبقى العمادة الرياضية في المملكة العربية السعودية وحداوية وبامتياز ولهذا نقول ونجزم: عميد الأندية الرياضية السعودية نادي الوحدة من مكة المكرمة عرف من عرف وأنكر من أنكر.

يتحدث الآخرون أن من كتب تاريخ تأسيس نادي الوحدة رسمياً هم أبناؤها وبأيدهم وبكامل اختيارهم ونحن نقول هذا الحدث والحديث صحيح.. فأبناء مكة كما تعودوا في حياتهم المكية أن يعملون الشيء على أصوله تماماً، ولذلك كانت وجهة نظرهم البعيدة أن النادي لا يسمى نادي بمعنى الكلمة إلا إذا تواجد لديه مقر رسمي، وأعضاء شرف مجلس إدارة، ومدرب،….ولذلك اعتمدوا في حينه هذا التاريخ المثالي، ولو عرفوا أن ثقافات بعض مسؤولي الأندية الأخرى لا تصل إلى مستوى هذه الثقافة الراقية لخالفوا رؤيتهم اضطراراً فقط؛ لحفظ تاريخهم الأول منذ نشأة فريقهم.. فريق المختلط المكي في البدايات الأولى ولكن..!!

وأيضاً يلوم الآخرون أن الوحداويون استيقظوا مؤخراً وتذكروا تاريخهم القديم وما العيب في هذا.. نعم ماالعيب؟ هل من المفترض أن يستأذنوا غيرهم لإرجاع الحق لأهله؟ وهل يسقط الحق حتى لو تأخر كثيراً؟ وهل قول الحق أولى أم السكوت عنه عقوداً وأجيالاً؟ والحقيقة أن التصدي لإحقاق الحق الرياضي هو ما يزعجهم ويرهق تفكيرهم وكانوا يتمنون أن لا يظهر عليهم أي أحد فجأة يذكرهم بماضيهم ويعيد الطريق إلى مساره الصحيح، وينبش الأوراق القديمة عبر المصادر التاريخية الحقيقية المتاحة.

عندما يذكر أحد رموز هذا الوطن الغالي مؤلف النشيد الوطني الراحل إبراهيم خفاجي_ يرحمه الله تعالى_ (شهادة حق) يؤكد من خلالها أن نادي الوحدة من مكة المكرمة هو عميد الأندية الرياضية في المملكة العربية السعودية فهل كان يرجو حينها شيئاً من المغريات الحياتية؟ بطبيعة الحال الإجابة لا…وهو في الواقع بلغ من الشهرة والمكانة الاجتماعية الشيء الكثير، ولكن الشيء الذي كان يرغبه شيئاً واحداً لا غيره وهو قول الحق في هذا النادي العريق.. بأنه النادي الأول في رياضتنا السعودية وكفى لمن ولمن يدرك فقط.

خاتمة:
نادي الوحدة لا يملك (كبير) منذ سنوات وخاصة بعد رحيل رموزه الأوفياء ولو يملك لكان له شأن آخر في هذه الفترة الذهبية لتاريخ كرة القدم السعودية، ولذلك تطاول عليه الكثير للأسف…وخاصة من كان يسرح ويمرح في هذا النادي المكي وبموافقة محبيه..!!

9