لم يكن أكثر المتفائلين يتوقعون أن يحدث في النصر ما يحدث الآن على مستوى التعاقدات، وربما بعضهم كان يردد لن يمرَّ على النصر إدارةٌ مثل إدارة الأمير فيصل بن تركي، من حيث الإنفاق والاختيار الجيد في العنصر المحلي وبعض العناصر الأجنبية، إلا أن الأمر جاء عكس كلِّ التوقعات، فقد كانت إدارة الأستاذ سعود آل سويلم تخطط لما هو أكبر، وحين غرَّد بتغريدته المشهورة حين استلم رئاسة النصر، والتي كانت تخصُّ حال النصر الذي لم يعجبه، فقد كانت تلك التغريدة هي البداية التي انطلق منها لصنع فريقٍ قويٍّ يمثل النصر خير تمثيل، هذا النادي العريق كان يستحق منذ سنواتٍ عملاً مشابهاً لهذا العمل الذي يقوم به الرئيس الجديد.
وربما يُعاب على هذه الفترة في استعدادات النصر للموسم القادم هو قلة المباريات التجريبية الكبيرة التي من خلالها يتضح جزءٌ من معالم الفريق، فالمعسكر من وجهة نظري اعتمد في المقام الأول على التمارين الصباحية والمسائية، دون الانتباه إلى نقطة المباريات التجريبية التي حدث فيها بعض التضارب والاعتذارات من بعض الفرق التي كان مخطط مسبقاً للعب معها .
إن تنظيم المعسكرات لإعداد أي فريقٍ يشارك في بطولات الموسم يحتاج بعض الأشياء الأساسية من أهمها: إيجاد شركةٍ متخصصةٍ في هذا المجال، تعمل على تنظيم المعسكر من كل جوانبه مع تزويدهم بالأشياء التي قد تكون مهمةً، وتخصُّ طبيعة اللاعب السعودي من ناحية الأكل وغيرها، ومن ثم تكون هذه الشركة مسؤولةً بشكلٍ كاملٍ عن إدارة هذا المعسكر، وأي خللٍ يحدث في البرنامج تكون مطالبةً بدفع غرامةٍ متفقٍ عليها بين الطرفين .
إن المشجع النصراوي لا يخشى على فريقه هذه الفترة إلا من ضعف الاحتكاك مع فرقٍ عالميةٍ كبيرةٍ؛ لما فيها من فائدةٍ كبيرةٍ للمدرب، خصوصاً وأن نصاب اللاعبين الأجانب لم يكتمل بعد، وهذه ربما تكون فرصةً قد فاتت على النصر، فاحتياجات الفريق في بعض المراكز لا تظهر إلا من خلال المشاركات التجريبية .
المهم في الأمر أن إدارة النصر تقدم عملاً تنظيمياً مميزاً، ومتى ما كان العمل قوياً ومقنناً ستكون نتائجه مبهرةً في القريب العاجل، وهذا هو الأمر الطبيعي.