إعلام السردين

عندما يصف إعلامي متوراى عن المشهد الرياضي نادي بحجم الأهلي بالضعف والهوان والتخاذل في قضية (العويس) ويظهر من وقت وآخر في اليوتيوب وبعض وسائل الاتصال محارباً رئاسة ناديه فهذ غير مقبول، النقد البناء لا يكون خلف شاشات الجوال أو رمي الكلام جُزافاً، تلك التصريحات المتواترة من الحين والآخر هدفها زعزعة الكيان في وقت الأهلي يحتاج العقلاء من إعلامه وأصحاب الوقفات المشرفة وليس للصراخ في وسائل التواصل، الإعلام ليس حلبة لتصفية الحسابات بقدر طرح المفيد والبحث عن الحلول المناسبة ومعالجتها لتخطي العقبات بعيداً عن الضوضاء والشوشرة، وكما تعلمون لا يكمن نجاح أي عمل دون أخطاء وهذا أمراً طبيعياً نعايشه حتى حياتنا اليومية ولَوْلا الأخطاء لِم تعلمنا الصواب، مشكلة جماهيرنا الجري خلف إعلام مضلل وأطلاق الألقاب المزيفة عليهم وكأنهم عظماء عصرهم، النادي الأهلي لا يمثله إعلام مخالف لقوانين ولوائح وزارة الإعلام، والا لِم تم إيقاف نصف إعلاميو التعصب بعدما تجاوزوا الخطوط الحمراء؟ ولا يمثله إعلام الـ (خيخة) كما وصفه الراحل الأمير محمد عبد الله الفيصل، النادي الأهلي كيان مستقل وصرح شامخ وليس كل منتمي لهذا الكيان يحمل صفة إعلامي بمحض الصدفة أو المحسوبية أصبح عراب للأهلي ولجماهيره، فهذا تفكير عقيم ومنتهي لم يعد يتماشى مع عصر الاحتراف، ويجب على الجماهير إدراك خطورة لعبة الإعلام ودوره في الوسط الرياضي وما قد يسببه من تراكمات سلبية لا تخدم المصلحة العامة لمجرد سياسية خذوهم بالصوت، فقد انتهت هذه الأساليب في زمن يعج بالفضائيات وملايين المتابعين، أعود وأثنى على قرار أبعاد هذه الفئات من المستعلمون، فقد أعطبوا آذاننا وشوهوا صّور رياضتنا وحرمونا متعة دورينا تحت عدة مسميات شبيهة بفقاعات الصابون سرعان ما تتلاشى مع أول نسمة هوا عابرة، الإعلام رسالة تربوية أهم وظائفه (التثقيف والإرشاد والإصلاح) فمتى ما فهمنا مضمون الرسالة ارتقينا بفكرنا وثقافتنا وكسبنا ثقة (الرأي العام) بكافة طوائفه وشرائحه، لذلك علينا التأني واختيار ما ينفع للنشر والابتعاد عن كل ما يشوه الذائقة الأدبية، فهذا الوسط أصبح مثل (علبة السردين) يتكاثر فيه الأغبياء ويصدقهم الجهلاء .

14