الرياضة والشباب!

كانت ومازالت الدول تهتم بالرياضة والشباب الرياضي اهتماما بالغا ,حيث بَذلت الجهود النظرية والتطبيقية ؛من أجل الرقي و التطوير والنهوض, وأنفقت عليها الأموال الطائلة و أنشأت الاتحادات العديدة التي تهتم بأنواع الرياضات المختلفة, وشيدت المرافق الرياضية العديدة ذات الطراز الحديث التي تناسب كافة أنواع الألعاب, وجعلت اللوائح والقوانين التي تلائم تلك الألعاب و أقامت الكثير من المنافسات الرياضية ونظمت لها البطولات العديدة ,وأعدّت لها الحوافز المادية والمعنوية ؛كي تسابق الرياضة الزمن, وفي مقدمتها لعبة كرة القدم الشهيرة عالميا والتي زاد الإقبال عليها واتسعت رقعة الاهتمام بها بين المجتمع الرِّياضيّ لعوامل نفسية أو تجارية أو غيْرها , فكثُرَت الجماهير وأبدَعت المواهب الرياضية و تعددت الأندية وتنافس اللاعبون , و تباينت الآراء و التّحليلات فغيّرت الطبائع والنفوس والرغبات. إنها سلبيات سلَبت الإبداع الرياضي, و أثَّرت على الرياضة و الرياضيين عامة. و إن كانت الأوساط الرياضية تتخذ الرياضة وسيلة للمُتعة والمحبة و التعارف و الصفاء و التنافس الشريف , و التواصل والعطاء ؛ هل تصبِح وسيلة للحِقد والآفات والشقاء .وعلى الرغم من تواصل تلك الجهود إلا أن وجود القوانين الرياضية المتناقضة وتفاوت أجور اللاعبين وانتشار الاستثمار الرياضي الذي تتألق فيه أندية وتستفيد وتتراجع فيه أخرى وعن الأضواء تغِيب أضف على ذلك سيطرة الاحتكار الرياضي سعْيًا للمكاسب الربحية ولو أثقل كواهل الشباب الرياضي الجهد والأموال ذلك الشباب الذي يتابع الرياضة ويشْغل داء الفراغ بالنافع قبل أن تقَلّبه الحياة وتعرّضه للمواجع .و أخيرا ينبغي تكاتف الجهود من رجالات التربية و التعليم و وسائل الإعلام على تثقيفهم الوسَط الرياضي , ونشْر الوعي الأخلاقي و الثقافي و الرياضي وغيْرها.

عبد العزيز السلامة / أوثال

16