أزرق الحكام

طارق ابراهيم الفريحغالبا ما تثار القضايا ويتم تناولها داخل الوسط الرياضي بحسب الميول.. مما يؤكد الوصول إلى مرحلة التعصب التي دائما ما تهاجم وتشكك أو تدافع وتؤكد.. الأمر الذي يجعلنا نركز على جوانب لا تقدم على حساب الهدف والمضمون.. وفي قضية لون قمصان الحكام الذي ظهر في الصورة التي انتشرت مؤخرا شاهدنا الانقسام في الطرح حولها وطريقة التعاطي معها.. هنا لا بد أن نقف عند مجموعة من النقاط.
الفريق الأول الذي أثار الموضوع يمارس ما اعتاد عليه الشارع الرياضي من خلال الضغط والتأثير واستغلال الظروف لصالحه وليس بهدف التشكيك.. وهو أمر ليس بجديد ودائما ما يطرح من جميع المعسكرات وبشكل أكبر.. وهو طرح مقبول ما دام هناك الكثير من الأمور تثار بنفس الطريقة.
الفريق الثاني دافع بقوة وكأنه يدافع عن قضية خاصة أو تهمه ثابتة.. ولأن الفريق الأول هاجم صورة وشكك فيها لم يجد الفريق الثاني إلا الهجوم على الأشخاص والكيانات والإعلام المنافس والرجوع بالتاريخ واستخدام بعض الأساليب الرخيصة.
إلى هنا قد تبدو الأمور طبيعية أو على الأقل معتادة لأننا بين أساليب قديمة ومثالية مكشوفة.. ولكن دخول أطراف رسمية محسوبة على سلك التحكيم ليس من أجل توضيح الصورة ووضع النقاط على الحروف وممارسة الصلاحيات.. بل من أجل سكب الزيت على النار وتقسيم الشارع الرياضي والتهكم وبعبارات غير لائقة من مسئول مثل “جهل..غباء” من غير احترام أو تقدير للمتلقي جاءت بشكل يدل على ثقافة هذه اللجنة ومستواها وطريقة تعاطيها من الأحداث.
لذلك مثل هذه القضية أبعدتنا عن الأمر الأهم وهو نتائج المعسكر ومستوى التحكيم المهزوز وضعفه وتأثيره على النتائج وما يقدمه داخل الميدان وكيفية تطويره.. ومن جهة أخرى حقوق الحكم ومستحقاته وشخصيته وعلاقة منظومة التحكيم مع بعضها البعض وعلاقتها بالأندية.. مما يؤكد أننا لن نتقدم رياضيا ما دامت القضايا تتناول فقط من أجل الميول.
طارق الفريح
تويتر TariqAlFraih@

15