النصر.. ميت سريرياً بإحدى مستشفيات جدة !

كاتب مقالات

اسوء ما يمر به أهل المريض هو ان مريضهم يتناقله الاطباء بين الفينة و الاخرى بين التقارير و الاشعه بمختلف انواعها حتى ينهكونه تماماً دون فائدة و يترك جثة هامدة على السرير دون علاج أو ما يطلق على هذه الحاله ( الميت سريرياً ) أي أنه لم يعد باستطاعته العيش خارج أسوار هذا السرير الأبيض ..

هذا هو النصر الميت سريرياً بأحد مستشفيات مدينة جدة حيث نقل من ستاد الجوهرة مباشرة بعد نهائي كأس الملك امام الهلال ولم يعد إلى الرياض بعد .. و في أثناء تواجده هناك كانت المحاولات لعلاجه في الخارج فغادر إلى لندن ولكن أيضا دون فائدة .. فالإهمال من ذويه والأخطاء المتكرره في مرحلة تعافيه أدت إلى هذا الوضع السيء الذي لا يسرهم ..

الحكاية أن هذا النصر كان طريح الفراش لسنوات طويلة , ثم أيقظه و أنعش حياته الدكتور الأوروجوياني دانييل كارينيو – بفضل الله – فدبت العافيه في جسده لمدة (عامين) حيث كان النصر متوهجاً لا يشكو من شيء , بل كان يشفق على حال أقرانه المرضى من حوله .. فقد قدم كارينيو وصفة علاجية خارقه لهذا المريض.. و الآن هو يبحث عنها من جديد..

مرت (العامين) كالحلم على أهل هذا الطريح والميت السريري و كل من يحبه وهو يتنقل بين المناسبات و يكون الرمز الأول فيها , الجميع حوله مغمور في السعادة حتى بعض اخصامه استبشروا خيرا بعودته و تعافيه..

فجأه.. وبدون سابق إنذار رحل الدكتور كارينيو إلى قطر.. فكانت الورطة الكبيرة للنصر الذي اعتمد عليه خلال عامين متتاليه و استمر على وصفته العلاجية الخارقة.. بدأ النصر يترنح بعدها و كأنها بوادر عودة المرض من جديد.. فعلاً حدثت المأساه وعاد المرض.. النصر مع طبيبه الاسباني الجديد الذي يدعى راؤول كانيدا صحته ممتازه أيام و سيئة أيام اخرى..

حاولو ذويه بكل الطرق لإيجاد دكتور ماهر يتقن مهارة كارينيو في الوصفه العلاجية ولكن دون جدوى.. غادر كانيدا إلى بلاده معلناً الإستسلام و نجاح مهمة الضغط عليه من قبل محبي الطريح لمغادرته.. عاد من جديد دكتور آخر أوروجوياني ولكنه ليس كارينيو بل إسمه داسيلفا الذي لم يجد هو الآخر وصفه سحريه ينقذ بها مايمكن انقاذه.. حتى أعلن ذوي النصر رحيله لعدم وجود فائده بتواجده بجانب السرير الابيض الذي يقبع فيه النصر..

و أخيراً و ليس آخرا باشر الدكتور الإيطالي الشاب فابيو كانافرو عمله مع النصر.. الذي قال عنه محبو المريض هو مجرد ( دكتور متدرب ).. لعدم إتضاح تحسن في حالة المريض المنهك.. قالو (مرض النصر أكبر من قدراته).. جميع الدكاترة فشلوا وكانت الضحية الميت السريري و محبيه من حوله..

كل هذا يحدث بسبب ( مغادرة الدكتور الماهر دانييل كارينيو الذي رحل إلى قطر و أحلام ذوي المريض و محبوه بانه سيعود قريباً.. أي ذكريات تحملها قلوبهم مع ذاك الرجل الذي افاق معه مريضهم المنهك من سنوات طويلة )..

لماذا فرط ذوي النصر بطبيب النصر ؟ بعد ان منحه العلاج و قدم له كل شيئ..
هذا هو السر واللغز الذي يبحث عن جوابه الكثيرين من محبو النصر..
كم هو محزن حال النصر وهو يلازم السرير الابيض من جديد في إحدى مستشفيات جدة !

الكاتب :
ماجد المالكي

11