علّ ياظامي ..!

خالد بن مشوح المحينيلا أحد ينكر أهمية وجود الفريق الهلالي كمنافس دائم في الكرة السعودية ، ومنافسة الهلال تكتمل في تحقيق البطولة متى ما تهيئت الفرصة له .. كتذبذب مستوى احد الفرق المنافسة الأخرى او وجود أخطاء تحكيمية او أية مخارج أخرى ، هذا التاريخ الهلالي الحافل بالبطولات لم تتغير فيه نظرة المشجع الهلالي سوى في السنوات الأخيرة !!
فمنذ متابعتي لكرة القدم واهتمامي بها في بداية الثمانينات الميلادية لم اشاهد اهتمام الجمهور الهلالي في تعادل منافسه او حتى خسارته بهدف ، ولم اشاهد فرحة هستيرية بفوز بركلات الترجيح !
قد يكون هناك فرحة لهم بخسارة المنافس خارجياً او تعثره في تأهل لدور ما ، ولكن لم اشاهد ان جمهور الهلال مثلاً تشمت بالمنافس لحظة فوز الهلال في مباراة مع غير المنافس !!
ولكن في السنوات الأخيرة وبعد عودة النصر للمنصات كبطل بعد فترة تذبذب تعرض لها الكيان ، ثم سيطرته على بطولة الدوري وغياب الأزرق عن البطولة منذ خمس سنوات ، شاهدت حالة هلالية عجيبة لم اعهدها من جمهور الهلال ولا من أي جماهير الأندية المتنافسة الأخرى ، وهي التشنج والعصبية الجماهيرية والإعلامية ايضاً حتى في أبسط الأمور !
ففوز هلالي بركلات الحظ بإمكانه أن يجعل المشجع الهلالي في حالة هستيرية دائمة من الفرح والتهجم على الأخرين في الميدان الرياضي ، وقد نجد له عذراً أو مخرجاً يتخارج به عندما نقول أن ( الطقطقة) والتعليقات التي تتبادل بين الجماهير لإغاضة جماهير أخرى تكتمل وتصبح اكثر الماً ووجعاً عندما تكون ضد من له الأحقية في الشيء ويخطف منه بطريقة مفاجئة أو غير عادلة !
فكلنا يذكر موقعة سدني الشهيرة ، ورغم انها لم تكن البطولة من حق الهلال بالواقع بل بالتصرفات حيث أن الهلاليين توجوا أنفسهم أبطالاً قبل النهاية ، و( بخروا ) الكأس حتى يستلمونه معطراً ، رغم أن كل الأمور الواقعية تميل للفريق الأسترالي وأولها نتيجة مباراة الذهاب إلا ان النهاية كانت مؤلمة جداً على الهلاليين والتعليقات أو (الطقطقة) دامت شهور عدة !
رغم كل ما سبق واختلاف حيثياته الا اننا قد نجد مخرجاً ، للفرحة الهستيرية بانتصار ركلات الحظ كسابقة تاريخية لفرح الجمهور الهلالي ، حتى ان المتابع قد لا يذكر بطولة السوبر مع هستيرية انتصار الصدفة .
واستمر الجمهور الهلالي بالأسلوب الجديد فكانت فرحته الكبرى الأخرى لتعادل النصر مع هجر في افتتاحية بطولة الدوري هذه السنة وتجريدهم النصر من أسهمه في تحقيق البطولة وتوعدهم بأن النصر سيضيع هذا الموسم !؟ ، رغم ان الدوري لم يتنفس بعد !!
ثم توجههم وتركيزهم على النصر وجمهوره بعد فوزهم على فريق لخويا القطري .. في عادتهم السنوية في التجول في الأسواق الاسيوية والعودة دون بضاعة !!
كل ما سبق أمور لم اعهدها على جمهور الهلال بالذات ولم اعهدها من الجماهير الأخرى ، فلم اعهد فرح جمهور احد الفرق الكبرى في المملكة بتعادل منافس في مباراة دوري عادية غير مؤثرة بشكل كبير !
ولم اجد تفسير لكل ذلك من الجمهور الأزرق الا انهم لم يعدوا يثقوا بالنهايات السعيدة لفريقهم وخاصة مع ابتعادهم عن اهم بطولتين وهما ( الدوري وكأس ابطال الدوري الاسيوية ) ، فأصبحوا يحاولون ان يعيشوا اللحظة بوقتها مهما كان ضعف وبساطة الفرح بها وكأنهم يرددون بين بعضهم البعض البيت الشهير لسمو الأمير خالد الفيصل :
إليا صفالك زمانك علّ يا ظامي …. اشرب قبل لا يحوس الطين صافيها .

12