” الشوط المحمي ” هل يكون حلّاً ؟!

كاتبةلطالما كُنّا نحلم بجيلٍ جديد من الفرسان يكون قادراً في المُستقبل القريب على الاستفادة من خبرات فرساننا الذين نفتخر بإنجازاتهم ، و لعلّ هذا الحلم أحد الأحلام المشروعة والتي تتبنّاها المؤسسة الفروسية ممثلةً برئيس اتحادها صاحب السمو الأمير عبدالله بن فهد والذي لطالما كان يؤكّد على إيمانه بأهميّة دعم هذه الفئة من الفرسان الذين نُعوّل عليهم كثيراً في إكمال المسيرة الفروسية و تمثيل الوطن .

حتى الآن مازلنا نتحدث في قضيةٍ تقليدية ، وحقيقةً لم أُمسك قلمي في هذا التوقيت لأكتب شيئاً يحمل النكهة التقليدية التي لطالما كُنّا نناقش بها قضايانا ، بودّي أن أمنح نفسي و أمنحكم فرصة الذهاب إلى بُعدٍ أعمق طالما أنّ السطحية في الطرح ليست مُجدية ، خاصّةً و أننا نستطيع أن نستشعر حسن الإنصات الذي تتبنّاه المؤسسة الفروسية مؤخراً .
لا شك بأن المنافسات المحلّية تُتيح فُرصةً كبيرة للفرسان في مرحلة التأسيس و بداية الطريق في مُخالطة غيرهم من فرساننا المتمرّسين مما يصنع بيئةً خصبة لتبادل الخبرات بل و انتقالها بسلاسة من جيل إلى جيل ومن مستوى إلى آخر و هو الأمر الذي من شأنه أن يضمن جودة المُخرجات هذا إذا أردنا أن ننظر من جانبٍ واحد ، أمّا إذا نظرنا بعين ذاك الفارس الذي يُحاول أن يُثبت وجوده من خلال مشاركته في البطولات بنظامها الحالي فإنه سوف يجد صعوبة في المحافظة على اتزانه حتى على تلك الحواجز التي تُغازل قامتها أرضيّة الميدان و التي هي بطبيعة الحال لا تُرهب المخضرمين ، ليجد نفسه -مهما بذل من جهد – يقف خلف قائمةٍ طويلة من الأسماء التي أصبح وجودها في الصدارة أمراً بديهياً ، مما لا يدع مجالاً للقادم من بعيد في أن يتذوّق مُتعة الصدارة ، ليتساوى شيئاً فشيئاً في عينيه الفوز والخسارة ، و يُصبح البذل في هذه الرياضة هدراً ، ثُمّ قد يأتي الغد و لا يجده ، عندها سنكون نحن الخاسر الأكبر !
قد يتبادر إلى الذهن أننا نُنادي بالطبقيّة بين الفرسان ذوي المستويات المختلفة ، وقد يُنادي مُنادي باستمرار المساواة والتي تُقحم الجميع في نزالٍ لا يُميّز بين فارسٍ مُخضرم وآخر يشق طريقه ، فيما نحن في واقع الأمر نُنادي بالعدل الذي يُبقي الأشواط على حالها حفاظاً على الانتقال السلس للخبرات من مستوى لآخر ، إلّا أننا نرى بأن إضافة شوطٍ محمي قد يكون حلّاً !
على سبيل المثال لو خُصص شوطُ محمي لا يُسمح لمن قفز على ارتفاع 130سم أو أعلى منه بخوضه في كل بطولة على غرار الأشواط المخصصة للفرسان الناشئين بعمر أقل من 14 و 18 سنة ،فإننا بذلك نكون قد عادلنا بين كفّتي الميزان فيُفرد للمبتدئين – على اختلاف أعمارهم – شوط يتيح لهم التنافس وفق خِبراتهم وإمكانياتهم المتقاربة ، كما و يُخوّلهم المشاركة في الأشواط التي تتراوح بين أقل ارتفاع و الارتفاع المحدد للشوط المحمي ، من ثمّ تتحقق بذلك غاية اكتسابهم الخبرة من الفرسان المتقدمين أيضاً ، فنكون بذلك قد منحنا هذا الفارس المبتدئ فرصة تقييم مستواه واتخاذ قراره في خوض منافسةٍ مُطلقة مع فرسان المستوى المتقدم عندما يجد أنه جاهزاً لذلك .
و يبقى هذا الطرح محتملاً للصواب والخطأ مُقيّداً بالمساحة التي تُتيحها الأنظمة والقوانين الفروسية في محاولة لتلمُّس جانبٍ يعني لفئة كبيرة من الفرسان الذين يملكون إمكانيات نؤمن بأنها تستحق أن نبحث لها عن حلول تسهم في رفع مستواها وإبقائها على قيد الفروسية ، هذا ما هُدينا إليه فانظروا ما أنتم فاعلون .

9