السيليساو .. هنا نكسة وهناك نكسة

طارق ابراهيم الفريحبعد نكسة منتخب السامبا على أرضها في مونديال 2014 والتي اعتبرها الكثير من متابعي كرة القدم وخصوصا جمهور وعشاق البرازيل خزي وعار وبصمة سوداء سيبقى ويمتد أثارها لأجيال قادمة.. فالخروج من كأس العالم عطفا على مستوى البرازيل في تلك البطولة وأمام منتخب بحجم واستعداد وإمكانيات المكينة الألمانية قد يبدو طبيعيا ومنطقيا ومقبولا.. ولكن فقدان المستوى والروح واستقبال سبعة أهداف في نصف النهائي وأمام جماهيرها هو ما قتل كبرياء منتخب “أوري فيردي” وجعل الكثير يصورها بالفضيحة واليوم الأسود في تاريخ البرازيل الرياضي.

لذلك الأيام كانت كفيلة بكشف تبعات المونديال السلبية على نتائج رياضة كرة القدم البرازيلية وعلى معنويات وسلوك لاعبيها حيث النفق المظلم.. ليخسر منتخب البرازيل نهائي كأس العالم للشباب أمام منتخب صربيا بنيوزلندا.. ثم تخرج سيدات البرازيل في دور الستة عشر أمام سيدات استراليا من كأس العالم بكندا.. ويأتي الدور على كبار السيليساو في بطولة كوبا أمريكا بتشيلي فبعد طرد قائد الفريق “نيمار” وعقوبته في دور المجموعات لسؤ سلوك وتصرف أرعن جاء الخروج المر من دور الثمانية على يد الباراغواي.. بالتأكيد هي نتائج جيدة ووصول لمراحل متقدمة لو كانت لمنتخب غير البرازيل.. ولكن من يعرف طموح وتاريخ منتخب “كانارينها” يدرك تماما بأنها نكسة كبيرة في عيون من تجهز ليرقص السامبا.

أن النكسة الأكبر تكمن في الاستسلام أمام المنافسين والذي وصل لحد الإذلال فلا تاريخ يشفع ولا محاولة لحفظ ماء الوجه تنفع.. فمن كان في الملعب لم يقدر قيمة القميص وفرطوا بما تبقى من سمعة لتاريخ مرصع بالذهب واسم كبير ولمدرسة قدمت عمالقة بل عباقرة في فنون لعبت كرة القدم على مر العصور.. فهذه النكسة جعلت الكثير الآن يستبعد البرازيل من الترشيحات بل أنه أصبح يعتقد أن المرور من خلال البرازيل هو الطريق الأسهل.. هنا يبرز الدور المفترض تقديمه خارج الملعب والعمل الذي يجب أن يكون ليحل ويعالج الكثير من أجل استدراك مثل هذه التبعات والتي أصبحت تنزل على محبي منتخب البرازيل كالصواعق المتتالية لا تفيق من نكسة هنا إلا وتأتي نكسة هناك.

طارق الفريح

تويتر TariqAlFraih@

9