تنافس مبكر
بسام جميدة  اعلامي رياضي سوري- مدير تحرير صحيفة الرياضة السورية- مؤلف وروائي

بسام جميدة اعلامي رياضي سوري- مدير تحرير صحيفة الرياضة السورية- مؤلف وروائي

تكاد أخبار التسريبات التي تنتشر بين الفينة والأخرى حول المرشحين لكرسي رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم تغطي على غالبية الاهتمامات الرياضية الأخرى، خصوصا في الإعلام الرياضي الذي يبحث عن الإثارة التسويق لهذا أو ذاك من المرشحين.
وبغض النظر عن أسماء المرشحين التي تم تسريب بعض الأخبار عنهم والذين لم يعلنوا مواقفهم رسميا، بل تأتي كجس نبض، لابد من القول أنه تنافس رياضي يتيح لأي شخص تتوافر فيه الكفاءة والشروط المطلوبة لشغل هذا المنصب الذي بات التنافس عليه أكثر سخونة من أي وقت مضى، والأهم من كل ذلك هو ذاك التساؤل الملح: هل سيعلن المرشحين القادمين لكرسي الرئاسة عن برنامجهم التطويري للعبة بشكل عام وضمن فترة زمنية محددة، ويكون قابل للنقاش أو المناظرة بشأنه، أم مجرد تهويمات فقط، وهل شخص الرئيس القادم يختصر كل عمل الاتحاد الذي هو أصلا مؤسسة رياضية متكاملة ولكل شخص فيه دور يؤديه، ورئيس الاتحاد هو قائد الاوركسترا الذي يضبط إيقاع الجميع في العمل المتناغم والهادف لتطوير اللعبة وحل مشكلاتها العالقة.
لا أتمنى فعلا أن يطغى التنافس الشكلي، كما في بقية أغلب الاتحادات العربية على هذا النشاط الانتخابي، بل أن يكون عملا مبرمجا غايته أسمى وأرفع مستوى، وأن يعي الناخبون أن دورهم الكبير في إيصال بعض الأشخاص لهذا المنصب نابع من هدف أكبر وليس من هدف صغير ونظرة ضيقة لاتتعدى مصلحة كل شخص لناديه فقط، لأن اللعبة لاتقوم لها قائمة إلا إذا تضافرت كل الجهود معاً، وليس أن يحلق ناد على حساب ناد آخر.
ليدرك الجميع أن مصلحة اللعبة فوق كل المصالح، ومن يأتي ليتبوأ هذا المنصب، عليه أن يعمل أيضا لمصلحة الجميع، وليس من حق أحد أن يلغي عمل الآخر، أو أن يهاجمه بطريقة غير رياضية ليفوز بمكانه، فالرياضة أولا وأخيرا تنافس شريف سواء في الملعب أو داخل الغرف الانتخابية، فالهم الأكبر هو تقدم اللعبة والإبقاء على تألقها لتتبوأ مكانها الحقيقي الذي تستحق.

بسام جميدة
إعلامي رياضي سوري

14