مجهر النصر !

مثيب المطرفيفي عُرف مجتمعنا أن كل من لديه “تلفزيون” يشاهد ويعلق ويحكم وينتقد ما يراه مخطئاً دون ان حاجته لوسيط بينه وبين التلفاز حتى لا يبدأ بعكس المفاهيم لدى المتلقي، وبذلك قد يُحدث الوسيط حالة من التشويش على نجاح الإتصال الجماهيري كما هو متعارف بعلم الإتصال.

أعني بذلك ان له حرية في مايراه دون ان يسلم عقله لوسيط مبتذل، في مجالنا الرياضي الكل يتفق على الأخطاء في كرة القدم ولكن هناك أخطاء قد تُمرر من قبل “الوسيط” على أنها غير مقصودة و اخرى متعمده حسب ميول الوسيط الرياضي وبذلك يعارضه البعض و يتبعه قطيع الجماهير المتعصبه.

لنعود لمباراة النصر و الرائد والتي من خلالها حدثت أخطاء مؤثرة على النتيجة ولكنها قوبلت بتهكم وسكوت الإعلام الأهلاوي فقط لأن ذلك يعد من صالحهم، حتى إن أحدهم ناقض نفسه تعقيباً على المباراة وقال : لا يوجد في كرة القدم مؤامرات تحكيمية، وهو الذي رُصدت له حوارات يبكي من التحكيم ويلومهم.

أتت بعدها مباراة النصر و الخليج قبل عدة أيام و كانت هناك أخطاء تحكيمية أيضاً ولكنها إنصبت في صالح النصر بإعتراف من جمهوره الواعي عكس غيره، ولكن .. قابلتهم الأقلام الأهلاوية بالصراخ والعويل على التحكيم السعودي و أن النصر ينضج بالدفع الرباعي كما يزعم المغرضون.

وفي خضم التناقضات واجه الأهلي خصمه الهلال بعد تناقضات الاعلام الاخضر طوال الإسبوع ، حيث طالب الجمهور الأهلاوي بركلتي جزاء صريحتين ولكن قوبلت بصمت وسكوت الإعلام الأهلاوي ؟ بل إن احدهم خرج في برنامج رياضي يصيح بأن الهلال لا دخل له بل النصر من يستفيد ؟ هل هناك إرهاب إعلامي ؟ لماذا تولولون حين تنافسون النصر وتصمتون حين تنافسونهم.

هل يعني أن مجهر النصر قد كشف وجوهاً صغيرة كانت مخفية لدى الجمهور ؟ هل يعني بذلك ان عودة النصر جعلتهم يناقضون حديثهم المرصود في الموسم الماضي ؟ فقط لأنهم يبحثون عن دوري ” بعيد المدى ” فتغيرت مفاهيمهم و انقلبوا على حبايبهم بمدة قصيرة المدى.

يصح القول بذلك ان النصر أصبح مجهراً كشف بذلك سوء الاعلام و تناقضاته قياساً على المواسم السابقة، كانوا يقولون أخطاء التحكيم جزء من اللعبة وهذا الموسم تبددت أراءهم وتغيرت مفاهيمهم، وشعبنا عاطفي ومغلوب على أمره لا يعترف بقوة منافسه ولا بضعف حاله.

وبذلك نتفهم بأن هناك وسيط بين الجمهور والاندية إسمه “الإعلام” ولكنه يتنوع في كيفية التأثير على الجمهور المتلقي، يا للأسف أصبحنا في أوج التطور وتعدد وسائل الحصول على المعلومة ولكننا نجد ان هناك جمهور ينساق خلف تلك الأقلام التي تبث سمومها وتزيد من التطور الخطير في رياضتنا.

15