“ليال” العيد تبان من عصاريها
الكاتب فتحي بن هادي

الكاتب فتحي بن هادي

تعلمت من مهنة الصحافة أن نجاح الكلمة يكمن في مدى مصداقيتها وقربها من الواقع، ولتحظى أحكامنا بمصداقية عالية يجب علينا عدم التسرع في اتخاذ الأحكام، وإبعاد الأحكام عن الأمور العاطفية التي قد تأنى بها عن أرض الواقع إلى عالم الخيال، سيما إذا كان الحكم متعلق بلاعب ما أو مدرب، فكلاهما يملكان أمور قد تقلل أو تزيد من عطاءه داخل الميدان مع مرور الوقت، ومشكلتي الأزلية هي عدم اقتناعي بما يمليه الآخرون، فكل منا له وجه نظر قد نختلف فيها أو نتفق، ويبقى الود في نهاية الأمر هو الطاغي، وعادة لا أكتب إلا ما أقتنع به، حيث أن رأيي يظل صواب يحتمل الخطأ حتى يتبين لي خطأه، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب حتى يتبين لي صحته.
حاولوا تغيير أفكاري فيما يتعلق بمحترف النادي الأهلي الأجنبي مارسيو موسورو الذي يعد لاعب مجتهد ومخلص للشعار الذي يرتديه، ولكني لا أراه أضفى أي جديد على الفريق، ناهيك أنه لم يستطيع لعب دور المؤثر على خارطة الفريق، أما بالنسبة لمحترف الأهلي الجديد ليال فلم يأخذ فرصته كاملة لنستطيع الحكم عليه، ولكن كحكم مبدأي من خلال ما قدمه من لمسات مع الفريق في كلا المباراتين اللتان لعبهما، أستطيع أن أقول أنه لاعب ذو بنية جسمانية قوية تساعده في الالتحامات، ورغم ذلك يظل لاعب صندوق متمكن، ولكنه لا يستطيع تخطي مدافع واحد، على النقيض من فيكتور الذي تخلى عنه مدرب الفريق وهو في أمس الحاجة لخدماته، علماً أن هنالك أندية منافسة كثيرة تنتظر فك ارتباطه بالنادي، أما سوك لم أقتنع بما قدمه مع الفريق كلياً مهما حدثوني عنه ومهما فعل وهو اللاعب الوحيد في النادي الذي ينتظر أن تتهيأ له الكرة بمواصفات معينة ودقيقة ليشكل خطورة على مرمى المنافس، وأستغرب كثير من بقاءه ضمن قائمة الفريق الملكي.
بيريرا يظل مدرب كبيراً مهما تعالت الأصوات المطالبة بإقصائه، ولا أعيب عليه سوى البطء الشديد في بناء الهجمة، فالهجمات الأهلاوية تفقد خطورتها بالبطء المتناهي في بناءها عند الإكثار من تناقل الكرات العرضية، ولو حسبنا زمن بناء الهجمة للنادي الأهلي لوجدنا أن الفريق يأخذ في بناء الهجمة الواحدة من دقيقة ونصف إلى دقيقتين، وهو زمن كبير جداً مقارنة لبناء الهجمة حتى في أضعف الأندية، نحن لا نطالبه أن يستغرق في بناء الهجمة من ثلاث لخمس ثواني في بناء الهجمة على غرار الفرق الأوربية، بل نريده أن يبنيها في أقل من ثلث دقيقة فقط على غرار أضعف الفرق السعودية، والكل يعلم أن الأهلي كان من أسرع الأندية في بناء الهجمة في فترة المدرب ياروليم أونيبوشا،ولكن من المحتمل أن العناصر الفنية في عهد نيبوشا هي ما أهلته لسرعة بناء الهجمة في عهده، ومع هذا وذاك يظل الأهلي يتخبط ويتأرجح ما بين الأجانب وبيريرا ويا قلب لا تحزن.
@Fathi_Hadi

 

11