الأمير .. والتبرير

منيف الخشيبان

لم يرقَ تبرير الأمير بعد الخروج المرير إلى معاناة الجماهير ، فتكرار الاعتذار دون الوقوف على أسباب الانهيار يعني استمرارٌ في انحدار ، آسيا ليست صعبة ، وكرة القدم ليست قنبلة نووية .. كرة القدم لعبة ، ولكن انظر إلى ما في الجُعبة ، دفاع مذبوح ، ووسط بلا روح ، وأجانب دون الطّموح ، فأيُّ انجازٍ سيُحقق ! وأيُّ أملٍ يلوح !!

لكل مقامٍ مقال ، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم ، هكذا هو حال جمهور كبير آسيا وزعيمها ، ففي الوقت الذي باتت فيه البطولات المحليّة عصيّة على بعض الأندية ، يتلقّّى الهلال اليوم سهام العتب واللّوم من عشّاقه الذين لم تعُد ترضيهم هذه البطولات ، بل يطمعون بالأثمن والأغلى ، ومجدٍ آسيويٍ جديد يُضاف إلى أمجاد هذا النادي الملكيّ الكبير ، والوصول مرة أخرى وعبر المستطيل الأخضر إلى العالمية (عن جدارة واستحقاق).

من الطبيعي أن يسعى الأهلاويون بجديّة إلى إقناع الإتحاديين بمسألة تقسيم المدرجات (50/50) من باب تكافؤ الفرص ، فهم يدركون تماماً بأن تواجد جمهور النادي وبكثافة سيشكّل ضغط نفسي على الفريق ناهيك عن أن المباراة ستكون أمام الخصم التقليدي ، أما الإتحاد فهو على العكس تماماً ، فريق خبير، اعتاد اللّعب في شتّى الظروف ، فضلاً عن أن تواجد جمهور النادي وبكثافة يرفع من معنويات الفريق ويحفزّه لتقديم الأفضل .

حين يردد الجمهورعبارة “العالمية صعبة قوية” والفريق لا يبرح مكانه منذ أن شارك في هذه التظاهرة الكبيرة ، فإنه لابد من أن يقع في قلب المتابع البسيط شكٌ وريبة من شرعيّة تلك المشاركة ، إذ أنّ من غير اللائق بفريق شارك في “العالمية” لازال يفشل في تحقيق “المحليّة” ، لكنّه الدّور المكتبي الجبّار الذي تم على اثره الزجّ بالفريق في غِمار البطولة آن ذاك ، الأمر الذي جعل مسئولي النادي وأنصاره يعيشون “وهم العالمية” فيما لايزالون يحلمون ببطولة محليّة .. فمن المسئول عن إلباسهم هذا الوهم ؟؟

منيف الخشيبان

 Twitter@Munif_2012

19