المنتخب السعودي و الإخفاقات !

لا زالت الجماهير الرياضية تذكر الأيام المشرقة والمليئة بالعطاء و الإثارة و الإبداع لرياضتنا السعودية وخاصة في كرة القدم التي تزخر بنجوم سمَوا بالرياضة السعودية في العهود الماضية حتى بلَغت الشهرة و المجد الذهبي , و شرّفت الوطن في المحافل الرياضية ,وحققت العديد من البطولات الرياضية, و لكن في هذا العصر تغيرت المفاهيم , وصارت الجماهير تتساءل بتعجب و حيرة عن سبب تراجع رياضتنا السعودية, و التي يتابعها الجمهور الرياضي أملًا في التطور و إعادة الأمجاد ؟

و لماذا واصل المنتخب السعودي الأول لكرة القدم تراجعه في التصنيف العالمي للاتحاد الدولي لكرة القدم , حيث لم يترك خلْفه إلا المنتخبات الضعيفة ؟و لماذا توارى الأخضر في الفترة الأخيرة في كأس آسيا .و قدَّم على الصعيد العربي مستويات متباينة؟ و ما سبب الهزائم و الإخفاقات الرياضية المتوالية على المنتخب السعودي؟

و هل هناك دراسات نظرية و تطبيقية جادة للتوصل إلى أسباب تلك الإخفاقات , و البحث عن الحلول المناسبة لها ؟! و هل ذلك الإخفاق بسبب العامل النفسي الذي تعانيه الأندية لوجود المشاكل المختلفة من المسؤولين أو اللاعبين و غيرهم, أو وجود الاحتراف و تكاليفه الباهِضة في ظِل الضعف الماديّ, و ضَعف اللاعبين المحترفين,

فمنذ تطبيق نظام الاحتراف بدأ الانحدار الرياضي و تراجع مستويات الأندية و غياب النجوم ,بسبب الاهتمام بالمُحترفين و الإكثار منهم على حسَاب المواهب السُّعودية التي تنتظر الفرْصة لإثبات و جودها , وعدم استغلال تلك المواهب و ضعف الضوابط و المختصِّين لاختيار الأفضل ,الذين يستفيد منهم اللاعبون باكْتِساب المهارات و الخبْرات عن طريق المباريات, مما أثر هذا الاحتراف على أداء اللاعبين و نتائج المنتخب السعودي , فابْتعَد عن منصَّات التتويج ,و منها قلة تفْعيل اللّوائح الرياضية , و تصحِيح الأخطاء من الاتِّحاد السعودي لكرة القدم بِما يخدِم الرياضة . و ضعْف التحكيم , و عدَم الاختيار الجيِّد للاعبين و العناصر ذوِي المهارات الجيدة و الكفاءَات العالية, وكثرة المسؤولين كأعْضَاء شرف و غيرهم الذين يدعَمون الفريق ماديًّا لأهداف ذاتية, و ليس لديهم خبرة رياضية , و لا اهتمام بالأندية و اللاعبين ذوِي المهارات العالية, والمواهب الشابَّة لإعداد و تجْهِيز قاعدة من اللاعبين لخدمة المنتخب في المحافل الرياضية , بل أصبح البحث عن المال و الشهرة غاية تغلغلت في اللاعبين و الأندية , و غيَّب المواهب و الإبداع , و صارت الرياضة تجارة , و أصبح اللاعب لا يحرِص على تطوير نفسه ,وكذلك الإعلام المقرُوء و المسموع و المرئِي و التشجيع الرياضي الخاطئ ساهمت في تراجع الرياضة السعوديَّة, و التي تبحث عن الحُلول المناسبة, كيْ تنهض الرياضة, و تقدِّم صورة مشَرِّفة للوطن.

عبد العزيز السلامة /أوثال

14