إعلام الهلال، هل له وجه مشرق؟

جاءت خدمة الإنترنت و غيرها من وسائل الاتصال الحديثة لتلبي متطلبات العصر الحالي من السرعة و التواصل بكل أقطار الأرض. و رغم استفادة العالم أجمع من هذه الخدمات إلا أنها أفادت شريحة كبرى من الجماهير السعودية و هم مشجعو فريق النصر و بعض مشجعي الفرق الأخرى.
لم يعد الجمهور النصراوي و غيره ينتظر صبيحة كل يوم ليقرأ ما يسمح له محمد العبدي و تركي السديري و خلف ملفي بقراءته. و لم يعد مصدر المعلومات الوحيد أما شائعات أو أخبار مرت على يدي هؤلاء و أجازوا منها ما يعجبهم و حجبوا ما لا يعجبهم.
لقد تراجعت تلك القبضة الحديدية و أصبحت لا تتعدى الصحف الورقية، رغم توغلها بشكل أقل في الصحف الالكترونية و القنوات و لكن لم تعد قبضة كما كانت.
أنا لا أكره الهلال، و لكنني أعتبره كغيره من الأندية إدارته و لاعبوه و جمهوره يخطئون كما يخطئ الآخرون. كل الإداريين في السعودية بنفس العقلية و نفس التوجهات، و كذلك اللاعبين و المشجعين لهم نفس الأخطاء. لا أكره الهلال و لكن اكره إعلام الهلال بسبب طريقة تعاطيه مع المنافسين و خصوصا النصراويين. أنا أحترم الهلال كناد بإدارته و لاعبيه و جمهوره و لكن لا يمكن أن اقبل بما يسوقه إعلامه من تعصب. و إن كان الجمهور الهلالي للأسف – في غالبيته – يردد مع يقوله ذلك الإعلام المريض على أنه مسلّمات، حتى و إن ثبت عكس ذلك فهذا لا يعني أن أكره ذلك الجمهور، فغالبية جماهير أنديتنا تسيرها العاطفة لا العقل.
بالنسبة للنصراويين – جماهير و إعلاميين – من المنطقي لهم عدم وضع إعلاميي الهلال في سلة واحدة، ومعاملتهم بنفس الطريقة بسبب اختلافهم – حتى فيما يخص الشأن النصراوي – . فثقافتهم و فكرهم مختلف و مصداقيتهم تختلف و كذلك مقدار ما تحتويه وجوههم من ماء يختلف من إعلامي لآخر.
فلا يمكن مقارنة تعصب سليمان المطيويع بفهد الروقي مثلا، بينما (الله يحلل) فهد الروقي بالنسبة لآخرين. أي أن هناك من إعلاميي الهلال: من يميل لصالح الهلال عندما يتعلق الأمر بالناديين المتنافسين، و لكنها لا يحرص على الإساءة للنصر ما لم تدفعه مصلحة هلالية لذلك. و قد يحدث منه إشادات لنصراويين و تصفيق لمنجز نصراوي و هذا الصنف مثلت له بالمطيويع و مثله: أحمد العجلان و عادل الزهراني وناصر الأحمد. ينما الصنف الثاني لا يرتاح له بال حتى يسيء للنصر و لا يمكن أن يمر عليه ثلاثة أيام دون تذكر النصراويين بإساءة أو لمزة أو ما شابه و قد مثلت لأولئك بالكاتب فهد الروقي، و يشاركه في هذه الفئة: عبدالكريم الجاسر و خلف ملفي و صالح الحمادي وسليمان الهويمل و محمد الشيخ و وليد الفراج.
أسوأ من هذا و ذلك صنف ثالث لا يستطيع حتى تصنع الحيادية مع النصر فترى وجهه يتمعّر عند ذكر كلمة “نصر” و لا يمكن أن تظهر منه حتى كلمة “مبروك” أو “مستحق” لأي نصراوي، و هذا الصنف يشمل أكثر من 80 بالمائة من إعلاميي الهلال (و لن أحدد أسماء لكنك ستعرفهم حتماً) و لتعرف مدى احتقان هذه الفئة تجاه كل ما هو نصراوي ما عليك سوى متابعة وجوه و مقالات أغلب كتاب صحيفتي “ريا و سكينة” و بعض الكتاب خارجهما.
ما وددت ذكره هو أنه ليس من مصلحة النصر و غيره من الأندية معاملة هؤلاء بنفس الطريقة، بل يجب التفريق بينهم في المعاملة و الإدراك بأن منهم من يمكن اتقاء شره و لو بشكل تقريبي بينما بعضهم يحتاج لحصر مقالاته بشكل يومي و رفعها للجهات القضائية. نعم لأن بعضهم لو عرضنا أحد مقالاته – المختارة بشكل عشوائي – على القضاء فربما يصدر بحقه حكم تعزيري لا يخطر ببال أحد منكم جزاء ما يحتويه من قذف و تأجيج للمشاعر و شرخ لجدار الوطن.
لا يفوتني هنا أن أذكر بعض الوجوه المضيئة و التي تستحق الثناء من بين إعلاميي الهلال و هم و إن كانوا قلة إلا أنهم يجدون التأييد من قبل هلاليين كثر، و أخص بالذكر: الكاتب صالح الطريقي و الدكتور تركي العواد، قبل هذا و ذاك الإعلامي المميز و الذي اعتبره – شخصيا – أفضل إعلامي رياضي تابعته في حياتي: الأستاذ محمد الخميس الذي يمتلك من الفكر و العقلانية ما يجعلني أتابعه و أفضله على كثير من الإعلاميين النصراويين والمحايدين. حتى إن من يتابعه يعجز عن تحديد انتماءه بعكس البقية لولا معرفتي لميوله من خلال مصادري الخاصة، و للحق: فهو يعطي كل ذي حق حقه و يتحدث عن الهلال كما يتحدث عن النصر و غيرهما من الأندية و لديه من الجرأة ما يجعل كل المتابعين يحترمونه.
على فكرة:
– من غير المنطقي أن تحمل بعض الجماهير خسارة المنتخب أمام استراليا للاعب ياسر القحطاني!!، وحتى لو رأوا بأن المنتخب كان بحاجة مدافع في نهاية المباراة فما ذنب ياسر؟؟ وهل يملك اللاعب قرار تبديله؟!!. لكن من المعيب جدا أن يحمل الأمير نواف بن محمد خسارة المنتخب للاعب ابراهيم غالب و هو الذي لم ينزل لأرض الملعب – ولمجرد أنه لاعب من النادي المنافس!!!.
– إشادات النصراويين و الاتحاديين و حتى المحايدين بمستوى الشاب سالم الدوسري وصفها إعلاميون هلاليون بأنها محاولة للقضاء على اللاعب مبكراً!!!. سبحان الله – هل يعني هذا أن نعتبر إساءة الأمير نواف بن محمد الأخيرة للشاب ابراهيم غالب كانت لمصلحته؟؟؟ ربما.
– نجاح برنامج خط الستة و تربعه على سنام البرامج الرياضية، جعل بعض القنوات تحاكيه – على طريقة بديل تايواني – حيث يعتقد البعض: أن إحضار مذيع (ملسون) وأربعة ضيوف ينتمون للأندية الجماهيرية الأربعة سيحصل على نفس النجاح!!.
و لكن هل قارن هؤلاء: بين ثقافة و جرأة مذيعهم و بين ثقافة و جرأة الأستاذ محمد نجيب؟. هل قارن هؤلاء بين قوة و ثقافة و جرأة ضيوفهم و بين ثقافة و جرأة ضيوف خط الستة؟ هل يستطيع هؤلاء إخبار المتابع: كيف سيتعاملون مع أول تليفون غاضب من أي مسئول رفيع؟ شخصيا: أتوقع الفشل الذريع لذلك البرنامج و سترون!!.
– البرنامج إياه سيخرج علينا “أبو بشيت” من الكتابة المنزلية إلى القنوات و سيكشف ثقافته و تعصبه على الملأ و لن يضيف للمشاهد شيئاً. لن يختلف ظهوره عن ظهور محمد العبدي و عبدالعزيز الهدلق و الذي أثبت أن كتاب تلك الصحيفة لا يجيدون سوى الكتابة في هذا النوع من الصحف.
أكثرهم ثقافة و “ذرابة” كان صاحب نظرية ” العربة” الشهيرة.
– يردد هلاليون مقولة: سعد الحارثي حقق أول بطولة في تاريخ خلال شهر و نصف بعد انضمامه للهلال، و يتناسى هؤلاء بأن: الغشيان أصبح عالميا في تسعة أيام!!.
للمعلومية: فهد الغشيان لم يلعب بكأس العالم و لكنه وقع للنصر بتاريخ 28/12/1999م و انطلقت البطولة في 5/1/2000م فكان الغشيان حينها أحد منسوبي النادي العالمي. (أبوك يالحظ).

دمتم بخير، والوطن بخير.
ظافر الودعاني.

16