الهلالي محسود ..

 

يبدو أن الهلال لايزال يدفع ضريبة ” الزعامة وحصد الألقاب ” ، ففي الوقت الذي ينعم غيره ببركات التحكيم .. يجد نفسه اليوم ما بين ظلم حكمٍ وإجحاف آخر ، وما هذا إلاّ تأكيد على يأسهم من عزيمته وإصراره فصار التحدّي الحقيقي والأكبر في نظرهم هو القدرة على إهدار حقوقه في الملعب والصمود أمام صيحات جماهيره وعدم الإكتراث بها .

عندما يتحوّل جمهور ذلك النادي وإعلامه من متابعة فريقهم والنظر في حاله البائس إلى متابعة الهلال وترقّب تعثّره وسقوطه .. فإنما يدلّ هذا على أمرين لا ثالث لهما ، الأول هي عظمة الهلال وعلوّ شأنه ، أما الثاني فهي حالة الإفلاس التي يعيشها ناديهم على كل المستويات ، فهذه الحالة في الغالب لا تُعدّ صفة ولكنّها مرحلة تعيسة يمرّ بها النادي إلاّ أنها قد تطول تبعاً لأسباب ومعايير محددة وغير محددة ، أمّا معناها الدّقيق فهي الحالة المعنويّة التي يعيشها مسئولو النادي وجماهيره جرّاء افتقادهم للبطولات لفترة تتجاوز عقداً من الزمن .

دائماً ما تمنّي جماهير هذا النادي النّفس بتحقيق بطولة ، واللّحاق بركب الكبار أو حتى منافستهم ، لكنها سرعان ما تدرك بأن فريقها لن يبرح مكانه ، لذا فهي لا تعيره الإهتمام بقدر ما تحرص على التحوّل من مدرج لآخر ، بحثاً عن فريق يُقصي الزعيم ويشفي القلب السقيم .

غالباً ما تتمنى جماهير هذا النادي لو عاد بها الزّمن وتشجع أندية تستحق منها الوقت والعناء ، تجلب لها البهجة وتحقق الطموح ، وتمنحها الشعور بفخر الإنتماء .. تتمنى لو عاد بها الزّمن وتنأى بنفسها عن التوتر والقلق ، والضغوطات النفسيّة والاضطرابات العصبيّة وأمراض الضّغط والسكّر والتهاب القولون ونحو ذلك ، لكنّها تدرك بأنها لا تعدو كونها أمنيات ، لذا كثيراً ما نسمع أن أعداداً من هذه الجماهير هجَرت كرة القدم إلى غير رجعة .

ختاماً .. إن جماهير هذا النادي هم من إخواننا وأبناء عمومتنا لذا أهيب بالجميع مساعدتهم على تجاوز أزماتهم النفسيّة ، والجلوس معهم والتخفيف من آلامهم ، وزرع الإبتسامة على وجوههم ، فـ (كرة القدم) ليست كل شيء .

 

18