رفقاً بالهلال

تأبّط ذهباً وعانق الألقاب ، إسم اكتظ به الزمان والمكان ، أخذ من البحر عظَمَته وزُرقته ، خضرمٌ ملكيٌّ فيّاح ، عَندَل باسمه العشّاق ، وذوّبوا في عشقه الأقلام ، حتى إذا انتهى الكلام ، وجاوزت الطموحات الآفاق ، تواسى لها الزّعيم ثم حاق ، سِجلٌّ كالعقد المنظوم ، يمتد من الشِّباك إلى صوالج الأفلاك ، موارد إبداعٍ لا تجفّ ولا تنضب ، اصطفّت خَلفَها سواعد الرّجال فغَدِقت بها الأجيال ، حين أكتب عنه تتجلّى في ثنايا الكلمات حقيقة “لكل مقامٍ مقال” .. إنه الهلال ومن لا يعرف الهلال!!.
لم أعمد من خلال هذه الدّيباجة إلى التعريف بالهلال ، فهو لا يحتاج لتعريف ، ولكن لا أفهم لما كل هذا الضجيج لرحيل هذا اللاعب أو ذاك!!.
رفقاً بالكيان العظيم رفقاً ، هذا الكيان الذي أثبت لنا عبر السنين عظمته وثراءه ، لا يليق به أبداً أن يكون رهناً لبقاء لاعبٍ أو رحيله ، أياً كانت شعبيته ومكانته ، فالشواهد تغص بها الأذهان ، أسماءٌ كبيرة رحل منها من رحل ، فلا اهتزّ نبتون ولا تزحزح زحل ، فإذا ما نظرنا إلى التاريخ بتعمّق .. نجد أن الهلال منبعُ أصيل للمواهب الفذة على مدى عقود من الزمان ، ترسانةُ لا تضمحل ولا تفنى ، ظلّت إلى يومنا هذا تصول وتجول وتحصد الألقاب تلو الألقاب ، تشرّبت الولاء ، فكانت عنوان الوفاء ، لكيانٍ شامخٍ راسخٍ كالطود العظيم.
ألا يكفي هذا لإيقاف الضجيج؟؟
أرى من الأهمية بمكان الإشادة بالسياسة الثابتة والتي تنتهجها إدارات الهلال المتعاقبة من حيث التعاطي بواقعيةٍ وحزم مع من يساوم على البقاء أو الرحيل ، بعيداً عن العواطف والمؤثرات الأخرى والتي لا يليق بالكيان الخوض فيها.
فباختصار “من دفعته قناعته إلى الرحيل فليرحل ومشكور ، فالبديل ينتظر الدور”.

منيف الخشيبان
twitter@AlKhushaibanM

18