التناقض في فن التفاوض !
بسام الدخيل

بسام الدخيل

الانتقالات السعودية في صيف (2013) كانت على صفيحٍ ساخن بعد عاصفة من التغيرات في أماكن نجوم الكرة السعودية, نور في النصر والشمراني في الهلال وهزازي في الشباب والشهري في النصر وقبلهم هوساوي في الأهلي والفريدي في الاتحاد, لا أعتقد أن المشجع السعودي كان يتوقع أن تحدث كل هذه التغيرات وخصوصاً في الدوري السعودي الأكثر “تعصباً” في الدوريات العربية إن لم يكن في العالم أجمع !

لم تدم مفاوضات الشباب لنجم الاتحاد نايف هزازي كثيراً وباتت بسرية تامة بعد أن صرح الرئيس الشبابي أنهم لن يتعاقدون مع أي لاعب نجم ثم ظهور بعض الأخبار الصحفية لمفاوضتهم لاعب النصر محمد السهلاوي قبل أن يظهر هزازي في سماء الرياض ويثبت مدى حنكة الرئيس الشبابي ودهاء المفاوض كيف ما أراد !

بيع عقد الشمراني البالغ من العمر “29” عام وجلب نايف هزازي البالغ من العمر “25” عام بمبلغ أقل يثبت دهاء المفاوض وان كانت أرقام الشمراني تفوق هزازي إلا أن المستقبل لهزازي متى ما حافظ على انضباطيته ونجوميته في فريق صنع عشرات المهاجمين كان آخرهم الراحل عن المشهد الشبابي ناصر الشمراني !

في مفاوضات هزازي ظهر التناقض في فن التفاوض, عندما دخل الأهلي في اليومين الأخيرة ليس فقط للظفر بخدمات هزازي بل للتخريب على الشباب وخطف النجم من أمام أعين محبيه, إلا أن المفاوض الشبابي كان واثقاً بأن هزازي سيختار الفريق الأعرق صاحب البطولات “الدورية” و”القارية” على أن يختار الفريق الذي يكبت النجوم ويضيع حقوقهم !

الرسالة كانت في جوال اللاعب نصاً ” لا ترخص نفسك ” إلا أن اللاعب لم يرد على تلك الرسالة برسالة بل كان التوقيع للشباب رداً لـ (48) مكالمة التي لم يرد عليها في جواله رغبتاً في “تخريب” الصفقة ثم قالها في تصريح ” اخترت فريق البطولات والبطل القاري وفضلته على أندية فاوضتني لا تملك في رصيدها بطولة قارية واحدة ” , رد اللاعب على الرسالة كان “أبشر” ها أنا لم أرخص نفسي بعد رفضي إياكم !

الغريب في الأمر وقمة التناقض كان لدى صوت الأهلي الإعلامي والجماهيري الذي خرج ليؤكد أن الأهلي لا يرغب في نايف هزازي ولم يفاوضه قبل أن يظهر تقرير “عكاز” عن مكالمة نائب الرئيس الأهلاوي لنائب الرئيس الاتحادي والتي فضل “جمجوم” عدم الرد عليها وترك اللاعب هو من يحدد مصيره دون تدخل, هذا التقرير الذي فضح رغبتهم الجامحة في “التخريب” كعادتهم أثار حفيظة بعض الأهلاوين فبدأت الاعترافات في تويتر على فوز جديد في جولة “تحدي” جديدة لصالح الشبابيين وخسارة معتاده لإدارة الأهلي!

كسبوا المرة الأولى في “المكتب” وخسروا بعد ذلك في الملعب وفي سوق الانتقالات! الأهلي لا يجد له منافس في مراكز الوسط لذلك هو ينظر إلى الأعلى ويحاول جاهداً التشبث في أندية القمة للوصول إليها إما عن طريق “التطبيل” للهلال أو “التهجم” على الشباب والاتحاد !

من يقول أن الشبابيين هم “تبع” للهلاليين فليعود إلى تغريدات كبار كتاب الأهلي ويشاهد كيف يتغنون في الهلال وسامي الجابر “جورديولا العرب” ولا ينسى أيضاً أنهم ألفوا كتباً للهلال وتناسوا ناديهم, التبعية ليست هي طريقتهم الوحيدة للصعود على درجات الإعلام والوصول إلى الجماهيرية الوهمية, بل حتى “الشتم” طريقة أخرى للشهرة وابحثوا عن من “كفّر” مشجعاً فقط ليصبح “مُهشتقاً” وليحصد شهرته “الوهمية” كقادته في الإعلام !

اذا كان الشباب “قطع غيار” وهو بطل الدوري قبل عام بلا خسارة والاتحاد “تشليح” وهو بطل كأس الأبطال للموسم المنصرم فماذا عساه أن يكون الأهلي الذي أكمل عامه الثلاثين بلا دوري ولا زال تاريخه خالي من أي بطولة قارية .. “حراج” مثلاً !

بسام الدخيل – سبورت السعودية
تابعني على تويتر : @Bassam_13

9