كالعادة خاب أمله

في مباراة اسبانيا والبرتغال في نصف نهائي الأمم الأوربية وصلت المباراة لضربات الترجيح من نقطة الجزاء والمعروف للجميع أنه دائما ما يسدد الركلة الأولى أفضل لاعب في تسديد ضربات الجزاء حتى يعطي الثقة لبقية أفراد الفريق ويضغط نفسيا على لاعبي الفريق المنافس ولذلك توقع الجميع أن يبدأ التسديد للبرتغال كريستيان رونالدو ولكن رونالدو فضل أن يسدد الضربة الخامسة والأخيرة ولم تسنح له الفرصة لأن اسبانيا كانت قد حسمت النتيجة قبل الوصول للضربة الخامسة .
قال البعض أن رونالدو كان يخشى كاسياس زميله في الريال لأن كاسياس يعرف كل خبايا رونالدو في تسديد ضربات الجزاء وقال البعض الآخر ان رونالدو  لايزال تحت تأثير إخفاقه في تسديد ركلة الترجيح أمام بايرن ميونيخ ولذا هرب رونالدو من التسديد والحقيقة هي أن رونالدو فضل أن يسدد الضربة الأخيرة على أمل أن تكون هي الحاسمة لصالح فريقه فيجير الفوز كله لرونالدو .
هكذا يفكر رونالدو وهو دائما ما يضع مصلحته الخاصة قبل مصلحة ناديه أو منتخب بلاده .. رونالدو كان يلعب في هذه البطولة لنفسه وليس للبرتغال . كان يأمل بالفوز بلقب أفضل لاعب في العالم من خلال هذه البطولة .. سدد رونالدو تجاه مرمى المنافسين في هذه البطولة  وفي خمس مباريات فقط حوالي 42 تسديدة نحو المرمى كان منهم 28 فقط بين الثلاث خشبات البعض يعتقد ان هذه تحسب لصالح رونالدو والحقيقة هي أنها كانت تظهر مدى أنانية هذا اللاعب والذي كان  يسدد احيانا من بعد 40 ياردة وأحيان أخرى من زوايا مستحيلة . الخلاصة هي لم يلعب رونالدو لصالح بلاده في هذه البطولة وكان مهتما بنفسه كعادته فخسر نفسه وخسرت بلاده ..
رونالدو لاعب ممتاز بكل المقاييس ولكن صفاته الشخصية هي ما تفسد عليه حياته الكروية وتعطل بل تلغي أحيانا قدراته وإبداعاته . كرة القدم لعبة جماعية يسخر فيها الفرد مهاراته وقدراته لخدمة المجموعة وتخدم فيها المجموعة الفرد لتحقيق الهدف المنشود ويكون التعاون بين الجميع هو أهم متطلبات الفوز .
لو فكر رونالدو بطريقة منطقية وحاول أن يستفيد من الجانب التعاوني في أداء ميسي الذي  دائما ما يشغل تفكير رونالدو ويقلق مضجعه لوجد رونالدو السبيل الأمثل لتحقيق لقب أفضل لاعب في العالم  .

نقاط تحت السطر :-
•       سحقت اسبانيا ايطاليا بالأربعة في النهائي ووضعت كل شيء في حجمه ومكانه الصحيح .
•       أبتدعت ايطاليا منذ سنين طويلة أسلوب دفاعي سمي بالكاتيناتشو وهي كلمة ايطالية  تعني (مزلاج الباب) وبفضل هذه الطريقة فازت ايطاليا بكأسي عالم ( 82 – 2006 ) رغم انها لم تكن الأفضل بين الفرق المشاركة .
•       وفي التاريخ الحديث لكرة القدم ابتكرت اسبانيا الخطة الدفاعية الأمثل على الإطلاق واسمها ( الاستحواذ على الكرة ) هي في ظاهرها هجومية ولكن اصلها وباطنها دفاعي بحت .. اسبانيا تستحوذ على الكرة وتحرم المنافس منها فبالتالي لا يستطيع المنافس القيام بأي مهام هجومية .
•       جوارديولا هو مؤسس الكرة الأسبانية الحديثة وأسلوب الاستحواذ التام على الكرة .
•       لعب رونالدو 480 دقيقة واحرز ثلاث أهداف ولعب توريس 180 دقيقة وأحرز أيضا ثلاث أهداف ولكنه مرر تمريرة حاسمة لزميله ماتا فاحرز ماتا  هدفا وفاز توريس بلقب هداف يورو 2012 بفضل تلك التمريرة .. هل يعي رونالدو أهمية التمرير للزملاء !!
•       كان دور تشابي وانيستا وبوسكيس وفابريقاس هو التمرير السريع والحفاظ على الكرة وكان دور راموس والونسو واربيلو هو الصلابة وافتكاك الكرة واستعادة الاستحواذ عليها مرة أخرى .. الجميع يلعب على مبدأ ( الكرة لازم تكون معنا جل الوقت )

الرمية الأخيرة :-
(They don’t need a striker to win  they just need a ball)  جملة انتشرت كالنار في الهشيم وسط أجواء بطولة أمم اوربا وترجمتها الحرفية هي ( انهم ليسو بحاجة الى مهاجم ليفوزوا كل ما يحتاجونه هو فقط كرة ) والمقصود هنا هو طبعا الفريق الأسباني الذي مازال يسطر التاريخ الحديث لكرة القدم ويفرض نظريات جديدة لا يستطيع تطبيقها إلا الأسبان رغم بساطة هذه النظريات .

12