الأصول .. وفوبيا المسؤول
منيف الخشيبان

منيف الخشيبان

لعل (فوبيا المسؤول) والكبت الذاتي الذي يمارسه الإعلام الرياضي الإماراتي على نفسه دفعت ببعض الإعلاميين هناك إلى الخروج (لا إرادياً) من بوتَقَة ذلك الإعلام وجوّه الخانق ، والدخول في عمق وسطنا الرياضي وتناول قضاياه بحرية مطلقة ، بل وتصدّر المشهد أحياناً من خلال مماحكة الأندية الكبيرة والتربّص بجماهيرها ، بعباراتٍ جريئةٍ ومستفزّة ، بحثاً عن الأضواء ، والمزيد من الشهرة ، إنها تماماً خانة التناقض مع الذات والتحوّل السريع والمفاجئ من حالة اللاّفعل إلى الفعل .. فهنا تكون السّلبية والخروج عن النصّ أمر طبيعي جداً .

أرى أننا في مجال رياضي ، ومن قرّر الإنتماء لهذا المجال قد أقرّ سلفاً بأنه معرّض للنقد وسيقبل النقد ، فلماذا إذن نكبت أنفسنا ونخفت أصواتنا ونجامل كثيراً لمجرد أنه مسؤول !!

لن أتعمق كثيراً في انعكاسات (فوبيا المسؤول) وأضرارها الوخيمة على العمل وعلى المنظومة الرياضية بشكل عام .

ولكن .. لسنا من المهنية في شيء ما لم نؤمن بأن مكانة المسؤول اجتماعياً لا تعفيه من النقد ، بل إن النقد أساس في تقويم الإداء وجوهر ما يحتاجه كل عمل من أجل التصحيح واستقامة الأمور .

من حقّنا أن نفخر بإعلامنا الرياضي الحر ، الذي اعتمد منهجية النقد متجاوزاً خطوط الطبقيّة والنخبوية مؤمناً بالتناسب الطردي بين النقد والإصلاح والتطوير .

حين أشاهد مدرسة الإعلام الرياضي وليد الفراج والمتألق بتّال القوس والجميل تركي العجمة وهم يديرون برامج بهذا الحجم .. أدرك تماماً بأن بلدي رائدة في هذا المجال .

Twitter@Munif_2012

7