كيف قادت السعودية مستقبل الرياضة عالميًا؟

الدانه آل ظافر، ربى القحطاني، سارة الكرعان، طيف القحطاني، نورة آل يوسف، ليان آل جريد*
 
شهدت الرياضة السعودية نقلة فريدة من نوعها على الصعيد المحلي والعالمي، خاصةً خلال السنتين الأخيرتين، تعكس هذه النقلة رؤية القيادة السعودية في تعزيز مكانة المملكة على الخريطة الرياضية، وذلك في إطار تحقيق رؤية سمو سيدي ولي العهد بتنويع مصادر الاقتصاد السعودي وتطوير العديد من القطاعات التي من أبرزها القطاع الرياضي، الذي نشهد سويًا فترته الذهبية.
 
ابتدأت هذه النقلة على صعيد الانتقالات في يناير 2030 حين أعلن نادي النصر السعودي التعاقد مع اللاعب المحترف ذو الجماهيرية العالمية كريستيانو رونالدو، كانت هذه بداية الانتفاضة وبداية إظهار المملكة هدفها الحازم بشأن استقطاب النجوم العالميين، أصبح استقطاب النجم كريستيانو وسيلة لتسهيل انضمام لاعبين من أقوى الأندية في العالم، مثلما قال لاعب النصر أليكس تيليس: “كريستيانو سهّل انتقالي إلى النصر، لقد اتصل بي عندما بدأت المحادثات حول هذا الأمر. قال لي “تعال هُنا (السعودية)، تعال واستمتع، البلاد تنفتح على كرة القدم”، وتصريح نيمارلرويترز أن من أسباب قبوله العرض وجود كريستيانو رونالدو.
 
الجدير بالذكر في جهود لجنة الاستقطاب؛ أن الجمهور المحلي والعالمي أصبح يترقب ما الذي ستكون عليه التعاقدات القادمة؟ حيث تداول الجمهور أسماء نجوم عالميين منهم النجم المصري محمد صلاح من نادي ليفربول الإنجليزي، والنجمين البرازيليين فينيسيوس جونيور ورودريغو، وكذلك المدربون الملقبون بملوك التكتيك، مثل المدرب الإسباني بيب غوارديولا والمدرب البرتغالي جوزيه مورينهو.
 
كما أن لصندوق الاستثمارات العامة دور فعّال في هذا التحول، حين قام بشراء حصص من الأندية الأربعة الكبرى مما ساهم في النمو السريع الحاصل في تطوير الأندية الجماهيرية. ما قام به الصندوق لم يقتصرعلى الجانب المالي فقط، بل ساهم في تحسين الحوكمة والإدارة داخل الأندية، كإدخال سياسات احترافية تعزز من كفاءة التشغيل وتضمن فيه الاستدامة.
 
لا تقتصر النقلة فقط على مستوى الدوري، ولكن ايضًا الى جانب التعاقدات الكبرى، قامت المملكة بالاستثمارات الهائلة في الأندية العالمية وفي البنية التحتية، حيث تم تطوير الملاعب بما يتماشى مع المعايير العالمية وبناء ملاعب جديدة كملعب الهلال المملكة أرينا الذي صنف كأكبر ملعب مغطى بالعالم، كما أن الأنظار تتجه إلى السعودية ترقبًا لإعلان نتيجة الدولة المستضيفة لكأس العالم لكرة القدم 2034 في ديسمبر القادم، ولا زالت المملكة تغرد خارج السرب في سرعة مواكبتها لأحدث التطورات العالمية.
 
التركيز على الجانب التسويقي للدوري السعودي وتعزيز التعاون مع الشركات العالمية ووسائل الإعلام لبث مباريات الدوري على نطاق أوسع كانت عملية متزامنة مع هذه الجهود، مما ساهم في زيادة جماهيرية الدوري. كما تم تطوير الهوية البصرية للدوري وتحديث القوانين واللوائح التي تسهم في جعل الدوري أكثر احترافية، هذا التركيز جعل ترتيب الدوري السعودي الذي كان خارج أفضل مئة دوري عالميًا في تصنيف الفيفا إلى المركز 68 عالميًا في عام 2024، ويعتبر الآن أقوى دوري عربي وآسيوي، كما قفز قفزة كبيرة وفقًا لتصنيف الاتحاد الدولي للتاريخ وإحصاءات كرة القدم (IFFHS)، ليصل إلى المركز 15 عالميًا.
لم تقتصر النقلة النوعية على كرة القدم فقط، شهدت المملكة تنظيم بطولات كبرى في رياضات أخرى مثل الفورمولا ون، الملاكمة، الجولف، التنس، الرياضات الإلكترونية، هذا التوسع في استضافة البطولات العالمية والتعاقدات الكبرى والاستثمار في القطاع الرياضي يعزز مكانة المملكة كمركز رياضي عالمي ويعكس التزامها بتطوير القطاع الرياضي بشكل شامل.
 
*طالبات قسم الإدارة الرياضية والترويحية بجامعة الملك سعود

10