عودة الزويهري

لا يختلف الشارع الرياضي السعُودي على ما قدمه الرئيس الذهبي للنادي الأهلي السابق مساعد الزويهريمن خلال تحقيق انجاز في عام 2016 وحصول النادي الأهلي على ثلاثية مستحقة شملت بطولة الدوري وكأس الملك والسوبر.

هذه البطولات لم تأتِ الإ من باب العمل الدؤوب حيث وجد الزويهري النادي الاهلي جاهزاً بفضل الله ثم بجهود الأمير فهد بن خالد وتحت اشراف الأمير خالد بن عبدالله ، مضت تلك السنين وكأنها لمحة بصر ولكنها خالدة في قلوب عشاق الأهلي والرياضيين حتى عصفت الدنيا باهلها وتقلبت الظروف وهبط النادي الأهلي لدوري الدرجة الأولى تحت إدارة ماجد النفيعي والمحياني.

صدم الشارع الرياضي السعودي وحتى العربي بهبوط قلعة الكؤوس في مشهد لم يكن عَلَى البال والخاطر، ولن نخوض في التفاصيل فالمشاهد موجعة واسدلت ستارة المسرح وانطفئت اضواء شارع التحلية في ليلة كأنها الليلة.

ولكن لماذا ظهر الرئيس الذهبي أبو هليل والأهلي يصارع الالام في دوري يلو ويقارع المنافسين في التصدر ويحاول نفض غبار ذكراه الحزينة ذلك المقطع الذي صوره الزويهري في سنابه مع سمو الأمير تركي الفيصل أثار فضول الجماهير وتتساءل لماذا يعود الرئيس الذهبي وما مضمون رسالته المبطنة وهل يلمح لتقلد منصب رئاسة النادي.

ولماذا التزم الصمت الطويل وناديه يحتضر حتى هبط لمصاف دوري الدرجة الاولى! جماهير الأهلي توجسها الخوف بعودة الزويهري للمشهد الرياضي فهم يرون بانه تفنن في تخديرهم الموسم الماضي بأن الاهلي “لن يهبط” واشعرهم بالأمان ثم التزم الصمت سنة كاملة بعد الهبوط ولم يعتذر ولو بكلمة واحدة للجماهير، وصمته كان مراعاة لأصدقاء الامس.

عودة مساعد الزويهري أراها غير مناسبة لاسيما إدارة “وليد معاذ و تيسير الجاسم” تعمل بهدوء وابرمت صفقات ناجحة تتوافق مع امكانياتها المادية في ظل غياب الدعم الكافِ ،لكنهم استطاعوا في مدة قصيرة اخراج النادي من الحالة النفسية المحبطة الى تفاؤل واسرار والاستعداد بنقل الأهلي لدوري المحترفين بخطوات ثابتة في وقت قفز من المركب من كانوا يدعون عشقهم للكيان وجعلوا الأهلي يصارع الأمواج وسط المحيط، دون شفقة ورحمة.

المشهد الأهلاوي حاليا مستقر ويحتاج للمزيد من الحكمة و الصبر، جماهير الأهلي ذكية وتتعامل مع وسائل الإعلام بحذر فهي تقرأ ما بين السطور وتعي ما ورى الخبر، لأن الهبوط كان لهم بمثابة صدمة ودرس موجع لا يمكن نسيانه مهما تعددت الاعذار وتغيرت الوجوه واختلفت القصص.

18