الرِّياضة ُ تعصّبٌ أم هِواية ٌ!

تشْغَل الرياضة عامة و قتًا واسعًا , و اهتمامًا كبيرًا من أغلب فئات المجتمع , و صار لها ـ اليوم ـ جماهير واسعة ٌعلى المستوى المحَلي و العرَبي و الآسيوي و العالمي , و خاصة ً في كرَة القدم , و إن من الجوانب المُشرِقة في عالَم الرياضة أن الرياضة تُعَد من الحرَف المُمتِعَة , و الهِوايات العالميَّة ذات الجماهيرية الوَاسعة في كل زمان ومكان ,و المفضَّلة عالميًّا, فهي هِواية ٌ جميلة ٌ, لها غاياتٌ نبيلة ٌ, حيث تُلبِّي رغَبات الجماهير الرياضية بالتشجيع السليم, و هي محفلٌ اجتماعيّ رياضي ّ, و وسِيلة ٌ تجمَع القلوب على الوُد و الصَّفاء و التعارف و الترَابط و الإخاء , و تنشُر بينهم القيَم و الأخلاق الفاضلة قبْل أن تكون تحْقيقًا للبطولات , أو جمعًا للأموال , و هي طريق ٌ للتألق و الإبداع و النجوميَّة و الإِمتاع , و هي سبيلٌ لا كتِشاف المواهب المغمُورة , و طريقٌ للتنافس الرياضي عامة , ممَّا يكون سببًا في تحسُّن أداء اللاعبِين , و نتائج الأندية, وازدهار الرياضة , و هي عاملٌ إيجابي في استغلال الوسَط الرياضي وقت الفراغ بمتابعة الأحداث الرياضية , و لها فوائد اجتماعية و أخلاقيه و اقتصادية و صِحية, و لكن من الجوانب المحزِنة والغريبة أنه كلَّما زاد التنافس الرياضي , و تطورتْ الرياضة, و كثُرتْ الجماهير, اختلفت الميول , و تعدَّدت الآراء و المفاهيم بين المُجتمع الرياضي, و تنوَّعت اللوائح الرياضيَّة و تَبدَّلت , فاشتَدَّ التشجيع الجماهيري , و زادت الخِلافات الرياضية, و السُّلوكياَّت الخاطئة , وأصاب الجمَاهير داء التعصُّب الرياضي الخاطئ, الذي قَلَب الموازين الرياضيَّة و قلَّبَها, و غيَّر الغايات الرياضية السامية التي أقِيمت المنافسات الرياضية من أجْلها , و أصاب النفوس بالأمراض و الأسقام , و أثَّر على الرياضة و المجتمع الرياضي عامة كانوا: رُؤساء و إِعلاميين ,أو حكَّامًا و مُدرّبِين, أو جماهير و لاعبين , أو كُتابًا و محَللِين, و الذي يأخذ تصرُّفاتٍ غريبة ً في التشجيع الخاطئ لهذا الفريق أو ذاك , و عدَم التقيد بالقيَم و الأخلاق , و التلفُّظ بالألفاظ السيئة و الكلمات الجارحة, أو نشْر المقالات و التصريحَات و الآراء غير التربويَّة أو النقد غير الهادف من فئات الوسط الرياضي. و تُعتبَر هذه الأساليب من التخلُّف الرياضي, و التشجيع غير الحضاري, الذي نشَر العداوة بين فئات المجتمع, فتعثرَت الرِّيَاضة و الرِّياضيّون . لذلك ينبغي على الجمهُور الواعي أن يحافظ على نفسه, و أن يتقيَّد بالتشجيع الرياضي الصَّحيح, وأن يُلَبي ميُوله الرياضيَّة بالتشجيع الجيِّد,و يبْتعِد عن التعصُّب الممْقوت , ويحْذَر السُّلوكيات و المفاهيم الخاطئة, وأن يتحَلى بالأخلاق الفاضِلة .
عبد العزيز السـَّلامـة / أوثال

14